قصة واقعية بعنوان : ( الحب الالكتروني ) .. كاملة لجميع فصول
رأيت حكيم للمرة الأولى على أرض الواقع حتى شعرت بضيق في صدري
لم أعلم ماهية شعوري للوهلة الأولى لكني رجحت بأنه عناء السفر.
وبعد أن ألقيت التحية على عمي قال لي
جنى يجب أن نأخذك للمبيت في منزل ابنتي
فلا يجب أن تنامي بمنزل واحد مع حكيم قبل حفل زفاف
وبعد بضعة أيام سنحدد موعد الزفاف وندعو أقربائنا إليه ثم تخرجين عروسا من منزل زهرة.
ستعيشين حياتك بمنزل عائلتي بقمة السعادة وتمرحين كثيرا فزاهر لا يترك هما على القلب لخفة ظله وروحه المرحة
لكنه الآن مسافر وسيأتي في الموعد المحدد لزفافكما.
وتأكدي أن زاهر سينسيكي جدية زوجك المملة.
لم ألق لكلامها بالا ولم أعرف قصدها إلا بعد الزواج.
يا إلهي كم هناك فارق بصورته التي رأيتها على الهاتف وصورته على أرض الواقع
فقد كان شكله يوحي بأنه عريض المنكبين بجسم متناسق أما الواقع فهو عكس كذلك.
وبعد لحظة قلت في قرارة نفسي لا يهم الشكل الخارجي طالما أن عقله وأفكاره تشبهني.
يتبع ..
لم يأتي حكيم لزيارة أخته ورؤيتي قبل الزفاف إلا يوما واحدا لانشغاله بالتحضيرات.
في يوم الزفاف لم أشعر بالسعادة التي سمعت عنها من اللواتي تزوجن فقد كانت أحاسيسي مجمدة وكأني من المدعوين
فلم أشعر وأنا بجانبه بنفس الشعور الذي تخيلت أني سأشعره عندما كنت بعيدة عنه
وكأنه لم يكن الشخص الذي كانت ترجوه روحي فكانت تلك الليلة من أسوأ ليالي حياتي.
وما إن مد أخاه يده لمصافحتي حتى قال زوجي بضيق غلفه بمزاح لا داعي للمصافحة.
شعرت بالضيق من كلامه فقلت له على انفراد أخوك صافحني مهنئا وردة فعلك لم يكن لها داع.
فقال بضيق إن أخي على الرغم أنه بمنتصف العشرينات لكن لم تسلم فتاة منه فهو زير نساء
رمقته قائلة يا رجل! ما دمت ترى أخيك بهذه الأخلاق لماذا تزوجت بالمنزل الذي يعيش فيه
قلت لك أوضاعي المادية لا تسمح.
خرجت مسرعة لأساعد زوجة عمي وابنتها في تحضير الطعام لأتجنب النقاش الزائد معه والضيق يتملك قلبي فقال زاهر مبتسما
بماذا أساعدكن سيداتي!
فاتسعت حدقتا عيني من الدهشة لقوله فقلت له بضيق لم أستطع إلجامه
لم أتوقع أن يصدر هذا الكلام منك وأنت مثقف قارئ للكتب
ثم ألم تكن ترى بأن والدك في يوم إجازته يقوم بالتحضير الغداء عوضا عن أمك وهو رجل كما تعلم.
فرد قائلا لا علاقة لي بأحد فأنا من مؤيدي أن الرجل لا يجب أن يدخل المطبخ إلا لشرب الماء.
تناولنا الغداء بصمت وما إن شبع زاهر حتى أخذ طبقه وملعقته وقام بغسلهما أما زوجي فقد أنهى طعامه وقال
قبل أن تغسلوا الأطباق قوموا بتحضير الشاي.
فقلت له ألن تأخذ طبقك لتغسله كما فعل أخوك.
فرد محتدا قلت لك لا علاقة لي بأحد وأنا لا أشبه أحد.
لقد كانت تفاصيلا بسيطة لكنها كانت تمزق روحي تدريجيا.
مضى أول أسبوع على زواجي بضيق لم أستطع تبريره لأحد سوى بأني اشتقت لبلدي وأهلي
إلى أن أتت سهرة الخميس التي كان يقضيها عمي برفقة زوجته وزاهر وحكيم وزهرة التي تأتي كل أسبوع مع زوجها وبناتها.
حينها فقط تذكرت كلام زهرة بأن زاهر خفيف الظل فقد كان نجم السهرة
حيث أنه لو تكلم بأي كلام كنت أشعر بالبهجة ولا أريده أن يتوقف عن الحديث إطلاقا حالي كحال بقية أفراد العائلة
عكس زوجي لأنه كان كلما تحدث بأي كلام لا ينتبه أي أحد له
فقد كانت طريقة كلامه وأسلوبه في الحديث المباشر منفرة لمن حوله عكس أخيه الذي كان كمغناطيس يجذب من حوله إليه.
مع الوقت أصبحت من المنجذبين والمحبين لسماع زاهر والحديث معه مما جعل زوجي ينفجر غيظا
ويطلب مني مرارا وتكرارا أن أتوقف عن الحديث معه لكني لم أكن أستمع إليه إطلاقا
فقد