رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
له بابتسامة
هو فى أهل فى الدنيا يبقوا مستريحين وولادهم فى السچن
ترك زملائهم فى الزنزانة ما كانوا منشغلين به وبدأوا فى متابعة الحوار ظنا منهم أنه سينتهى بمعركة تكون نهايتها زنزانة تأديب منفردة لكل منهما...نظر له الرجل بحنق قائلا
لا طبعا بس اللى زيكوا أهلهم هيستريحوا منهم .. تلاقى كل واحد فيكم عنده أخت بيجرجرها من شعرها وينزل فيها ضړب لو شافها بتسمع أغانى ولا بتتفرج على فيلم
آخر عبارة نطقها جعلت فارس وبلال ينظران إلى بعضهما البعض ويبتسمان رغما عنهما ..
مال فارس للأمام وهو يقول له
حضرتك العنوان غلط .. اللى بيعملوا كده الممثلين اللى بيطلعوا فى التلفزيون مش أحنا
نظر له الرجل بتهكم وقال
الممثلين دول بيمثلوا حياتكم واللى بتعملوه فى أهلكوا بسبب تشددكوا فى الدين
تدخل بلال قائلا
ممكن اسأل حضرتك سؤال ..مش زمان كنا بنسمع أن الممثل علشان يندمج فى الدور بتاعه لازم يروح يعيش فى وسط الناس اللى هيمثل دورهم فى المسلسل
يعنى مثلا كنا زمان نسمع ان واحد راح دخل السچن علشان يعرف يمثل حال المساجين صح ولا لاء
أومأ الرجل برأسه قائلا
أه طبعا سمعنا كده كتير
ابتسم بلال ثم قال
طيب هل الممثل اللى بيمثل دور الملتزم ده بيروح يعيش مع الملتزمين فى بيوتهم وبيشوفهم بيعاملوا أهإليهم أزاى واخوتهم وزوجاتهم
قال الرجل ساخرا
هيروح ازاى يا شيخ يعيش معاهم فى بيوتهم هو طبعا بيتصور حياتكوا مع اهاليكوا
رفع بلال حاجبيه وقال بهدوء
طيب مش يبقى ده ظلم أنه يحكم علينا اننا بنضرب اخواتنا وزوجاتنا وهو عمره ما عاش وسطنا ونجرجرهم من شعرهم كمان علشان بيسمعوا أغانى ويطلع يمثل كده فى التلفزيون ويخلى الناس
تصدق عننا كده وتخاف مننا وأحنا مش بنعمل كده أصلا
تدخل زميلا آخر لهم وقال
والله أنت معاك حق يا شيخ ده أنا ليا جار زيك كده لما مراته بتقعد مع مراتى يرغوا مع بعض شوية بترجع مراتى تقولى أنت مش رومانسى ليه زى جارنا الشيخ
قال الرجل الاول معترضا
والله بقى أحنا خدنا عنكوا الفكره دى بسبب التشدد اللى أنتوا فيه
وكل حاجة حرام حرام حرام .. حرمتوا علينا عيشيتنا
أتكأ بلال على أحدى جانبيه وقال
طب ممكن اسألك سؤال كمان ومعلش تعإلى على نفسك وجاوبنى
قال الرجل بملل
أتفضل
قال بلال بجدية
حضرتك عندك سخان غاز ولا كهربا
نظر له الرجل بدهشة وقال متهكما
سخان غاز يا سيدى ليه
ابتسم بلال قائلا
ممتاز ... فاكر حضرتك أول مرة ركبته فيها
فاكر
أعتدل بلال فى جلسته وقال باهتمام
يا ترى شغلته لوحدك
زاد الرجل مللا وهو يجيب قائلا
لاء طبعا صاحب المحل قالى معاه كتالوج ولازم أمشى على الخطوات اللى فيه بالظبط
قصد بلال ان يقول ببرود
وسمعت كلامه ليه
هتف الرجل بعصبية
يعنى ايه سمعت كلامه ليه مش هما اللى عاملينه وأدرى بيه
عقد بلال بين حاجبيه وقال
صاحب المحل اللى اشتريت منه السخان متشدد زينا
صوب الجميع نظرة لبلال الذى كان يتحدث باريحية وسلاسة فى الحديث والغلاف الذى كان يميز حديثه هو المنطق والهدوء ... وخصيصا عندما ظهرت علامات الدهشة على وجه الرجل وقال بحيرة
مش فاهم
عقد بلال ذراعيه بهدوء وهو يقول
يعنى ربنا سبحانه وتعإلى هو اللى خلقنا وهو اللى قالنا عن طريق رسولنا محمد صل الله عليه وسلم أن ده حرام وده حلال سواء فى القرآن أو فى السنة ..
يعنى القرآن والسنة دول ومن بعديهم اقوال السلف الصالح هما الكتالوج بتاعنا
علشان كده لما أنا أقرا فى الكتالوج ده وأعرف أن ده حرام واقولك عليه مينفعش حضرتك تقول عليا متشدد لانى كل اللى عليا أنى بنقل لحضرتك كلام ربنا وأوامره ونواهيه مش أكتر من كده يبقى انا متشدد ليه بقى
أطرق الرجل مفكرا وسادت همهمة بسيطة خاڤتة بين شركائهم فى الزنزانة معجبين بحديث بلال بينما ابتسم فارس وهو ينظر لبلال بإعجاب شديد..
فأردف بلال قائلا
وزى ما حضرتك متأكد ان المصنع اللى صنع السخان وعمل الكتالوج وحط فيه ضوابط للتشغيل هو أدرى بالسخان وباللى ينفعله واللى مينفعلوش
واللى يبوظه واللى ميبوظوش يبقى برضة لازم حضرتك تبقى متأكد أن الحړام والحلال دول مش علشان يضايقوا حضرتك لاء ده علشان ربنا سبحانه وتعإلى هو اللى خلقنا وهو أدرى بينا وبقلوبنا وايه اللى يخلينا عباد الله المؤمنين وايه اللى يخلى قلوبنا فاسدة والعياذ بالله .
فتحت عبير باب شقتها لعزة التى دخلت مسرعة وقالت بلهفة
عبير عرفنا مكانهم يا عبير
أتسعت عيناها وتشبثت بملابسها وهى تقول بلهفة أكبر
بالله عليكى يا عزة عرفتوا مكانهم.. طب هما فين وعاملين ايه وعرفتوا ازاى
جاءت أم بلال على صوت عبير الملهوف وتعلق بصرها بعزة وهى تنقل بصرها بينهما
وتقول
الأستاذ صلاح اللى عمرو كان شغال عندهم فى الشركة كان جه سأل على عمرو من يومين كده ..ولما عرف اللى حصل قالى أنهم هيحاولوا يعرفوا طريقهم .. واتصل بيا النهاردة من شوية وبلغنى أنهم عرفوا انهم موجودين فى سجن طره وانهم كويسين أوى وبيتعاملوا كويس أوى ومفيش تهمة معينة متوجهالهم وهيخرجوا قريب ان شاء الله
وضعت أم بلال يدها على صدرها