رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
والقلب .
بمجرد أن جلسا حول مائدة الطعام قالت والدته
أومال مراتك مجاتش ليه يابنى لحد دلوقتى
عقد بين حاجبيه بضيق وقال
عاوزه تقعد فى بيت امها يومين
وكأنهما استدعاها حينما تحدثا عنها فلم يكد ينتهى من كلمته حتى سمع رنين هاتفه النقال أخذ الهاتف وأجابها فقالت على الفور
أيه يا فارس قافل تليفونك ليه
ظهرت الدهشة على وجهه وقال
أنا مقفلتش التليفون النهاردة خالص
تصنعت الدهشة وهى تقول
معقوله أومال كان بيدينى مغلق ليه
ثم استدركت وهى تقول
أومال أنت كنت فين من ساعتين كده لما كان بيدينى مغلق
كنت مع المتهم بتاع قضية القټل
أدعت المرح وهى تقول
شكلك كده وافقت على القضية
هز رأسه نفيا وهو يقول
لاء رفضتها
بلغت والده بالرفض ولا لسه
لا لسه لما أروح المكتب بالليل هخلى السكرتارية تبلغه علشان يجى كمان ياخد الأوراق بتاعة القضية
شعرت بالوهن يدب فى أوصالها فهاهى ستضطر أن تلجأ إلى أكثر شخص تبغضه على وجه الأرض وسمعته ينهى المكالمة قائلا
طب معلش يا دنيا هقفل دلوقتى علشان ألحق أخلص غدا وأنزل
قالت بلهفة
رايح المكتب بدرى كده
لالا أنا عندى ماتش كده مع الدكتور بلال وعمرو ويمكن اروح المكتب متأخر شوية ..يلا سلام
أنهى مكالمته بينما قالت والدته باهتمام
ليه يا فارس هتسيبها تقعد لوحدها يابنى فى حاجة مزعلاها ولا ايه ..طب شوف ايه اللى مزعلها .. مينفعش تقعد لوحدها كده ..دى دلوقتى بقت يتيمة يا فارس
نظر لها فارس وهو يشعر
بالإشفاق تجاه والدته لطيبتها الزائدة حتى مع من يسيئون معاملتها وقال
مفيش حاجة يا ماما.. هى طلعت فى دماغها النهاردة الصبح أنها تروح هناك شوية وصممت .. خلاص براحتها
نظرت له والدته بريبة ثم تذوقت الأرز وهى تتمتم بإعجاب
والله شاطرة
رفع فارس رأسه ناظرا إليها بتسائل وقال
مين دى اللى شاطرة
قالت والدته وهى تتناول طبقها
ولا حاجة .. مهرة أصلها نفسها حلو فى الرز
رفع حاجبيه وقال
هى اللى عملته !
أومأت برأسها وهى تكمل طعامها دون أن تنظر إليه فقال
فين طبق الرز بتاعى يا ست الكل
رفعت رأسها بدهشة وقالت
أنت مش قلت بتحب السبانخ مع العيش
مط شفتيه قائلا
هجربها مع الرز
نظرت له والدته وهو يأكل الإرز بإعجاب شديد وكأنه لم يأكله من قبل فلاحت ابتسامة صغيرة على جانبى شفتيها رغما عنها وبعد أن انتها من طعامهما ..أعد فارس الشاى كما يفعل دائما ...وضع واحدة أمام والدته التى قالت
أنت هتقابل عمرو والدكتور بلال النهاردة
أرتشف رشفة منه وأومأ برأسه قائلا
أيوا عندنا ماتش النهاردة بعد صلاة العصر على طول .. يدوبك أخلص وأرجع أغير هدومى وانزل على المكتب
أنهى فارس أغتساله وبدل ملابسه وارتدى حلته الرياضية استعدادا لماتش الملاكمة
نظر باسم لرقم الدنيا الذى تتضىء به شاشة هاتفه النقال بانتصار وخبث فقد كان متأكدا من اتصالها ولجوئها إليه من أجل المال فلقد صدق ظنه بها بل وثقته فى طمعها ... أجابها بترحاب شديد فقالت باقتضاب وهى تشعر بالتقزز منه وقالت
خلصنى وقولى هتعمل ايه.. فارس هيبلغ الراجل رفضه النهاردة
أصابه التوتر والقلق وقال بسرعة وهو يعتدل فى جلسته
لاء لازم تعطليه النهاردة بأى شكل .. مش لازم يكلم الراجل النهاردة خالص.. وإلا كل حاجة هتبوظ
قالت بتأفف
أمنعه ازاى يعنى أنا أصلا فى بيت ماما مش معاه وبعدين انت ناوى تعمل ايه انا لسه معرفش لحد دلوقتى ..
هتف پغضب
أنت غبية ولا ايه.. سبتى البيت ليه دلوقتى
صړخت به
أنت أيه يا أخى مبتحسش ..انا مش عارفة انت ناويله على ايه .. مش قادره أحط عينى فى عينه
أطلت من عينيه نظرات بغض شديده وهو يقول
هعدى عليكى بالعربية دلوقتى ..هنروح مشوار مهم وهناك هقولك انا ناويله على أيه بالظبط
ضحكت ضحكة عصبية وهى تهتف
أنت عاوزنى اقابلك انت .. فى حد يروح يقابل التعبان مرتين
ضغط حروف كلماته بغل واضح وهو يقول
أسمعى بقى ..أنت وافقتى تتعاملى معايا بمزاجك مرة تانية يعنى لازم تكملى للآخر ومټخافيش يا أموره انا مش عاوز منك حاجة.. المقابلة هتبقى فى الشارع .. ولو خاېفة أوى كده من مقابلتى هقولك هنتقابل فين علشان تطمنى
قالت بسرعة
فين
نظر أمامه پحقد دفين وهو يقول
مباحث أمن الدولة
أتسعت عيناها ړعبا وهى تردد خلفه
مباحث أمن الدولة !
غير نبرة صوته وهو يقول
مټخافيش أوى كده .. أنا ليا واحد صاحبى هناك هيظبطنا فى الحكاية دى .. كل اللى عليكى انك تقدمى بلاغ صغير وملكيش دعوة بالباقى
هتفت ساخطة
وهقول ايه فى البلاغ ده واشمعنى انا اللى أقدمه
أنت مراته .. يعنى بلاغك هيبقى أهم من عشرين بلاغ تانى.. متنسيش أحنا عاوزينهم يتحركوا بسرعة قبل ما يتصل بالراجل ويبلغه بالرفض ..ومټخافيش عليه يا ستى محدش هيلمسه ..هما بس هيضايفوه عندهم لحد ما القضية تخلص والفلوس تبقى بتاعتنا
قالت وكأنها منومة وقد أنتزعت أرادتها
وهقول ايه فى البلاغ ده
أبتسم وهو يقول
هتقولى أنك شاكه أنه منضم لخلية أرهابية وأنه بيجتمع بناس معينة فى البيت عندكوا وبيتكلموا فى السياسة..