رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
شديدة تتلوها الأعاصير تترا وأخذ يهدر فى ڠضب شديد
خلاص مبقاش ليا لازمة عندها .. أنا بقيت ولا حاجة عند الهانم.. رايحة تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى
خرج من الحمام متوجها إلى المائدة وراح يركل المقاعد واحدا تلو الآخر فينقلب على عقبيه محدثا جلبة شديدة وهو يصيح
كانت بتاخد رأيى فى لون الفيونكة اللى فى شعرها .. كانت بتاخد رأيى فى القلم اللى بتكتب بيه .. دلوقتى بتقرر تتجوز ..كده من نفسها ..خلاص كبرت وعاوزه تجوز .. خلاص مبقاليش قيمة عندها
حاولت والدته أن تهدىء من روعه وتتشبث به لتجلسه ولكنه كان كالعاصفة الهوجاء يطيح بكل ما يقابله أمامه يمينا ويسارا لم تعد تعرف كيف تعيده إلى رشده أخذت تمسح على ذراعيه تارة وعلى رأسه تارة وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ أخيرا وجلس وقد احتقن وجهه بشدة وډفن رأسه بين كفيه محاولا السيطرة على غضبه يلتقط أنفاسه بصعوبة كأنه كان يعدو بقوة.
وقفت والدته بجواره تمسح رأسه وتقرأ بعض آيات القرآن وبينما هم كذلك صدح رنين هاتف المنزل تركته والدته ورفعت سماعة الهاتف لتجيب المتصل أمتقع وجهها وهى تنظر إلى فارس الذى بدأ يهدأ قليلا وأنفاسه تنتظم ثم قالت بشحوب
أمتى حصل ده يابنتى
رفع رأسه ونظر إلى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها
لاحول ولا قوة الا بالله ..البقاء لله يابنتى
الفصل الثانى والعشرون
أغلق فارس باب شقة والدة دنيا خلف المعزيين وعاد ليجلس بجوارها منهكا من شدة التعب نظر إليها فوجدها ټدفن رأسها بين كفيها وتنساب عبراتها المنهمرة على وجنتيها لتبلل كفيها ووجهها أقتربت والدته منها ومسحت على ظهر دنيا بحنان قائلة
كفايه يا بنتى هتموتى نفسك من العياط .. أدعيلها بالرحمة
ثم نظرت ل فارس وأردفت
قوم يابنى خد مراتك وادخلوا ارتاحوا شوية.. أنتوا منمتوش من امبارح
نهض فارس بتثاقل فكم كان محتاجا لقسط من الراحة لبعض الوقت بعد نهار طويل من اجراءات الډفن والوقوف لاستقبال المعزين أمسك يدها وساعدها على النهوض وهو يقول بإشفاق
تعالى جوه يا دنيا.. قومى يالا
نهضت وهى تجفف دموعها وقد أطرقت رأسها إلى الأرض وكادت أن تسقط من فرط أجهادها وحالتها النفسية السيئة لولا أن أسندها بيديه ومضى بها إلى غرفتها ساعدها فى الجلوس على طرف فراشها قائلا
نامى شوية علشان أعصابك تهدى
رفعت رأسها إليه ببطء ونظرت له من بين دموعها وقالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أقعد لو سمحت
جلس بجوارها على الفراش والټفت إليها مشفقا لحالها فارتمت على صدره وأخذت تبكى وتشهق بقوة وهى ترجوه قائلة
متسبنيش يا فارس .. أنا ماليش غيرك دلوقتى .. أرجوك متسبنيش لوحدى ..أنا بعتذرلك عن كل اللى عملته معاك وكل اللى غلطته فى حقك.. بس أنا عارفة انك شهم ونبيل ومش هتتخلى عنى .
وشهقت بقوة أكبر وهى تقول باڼهيار
آخر حاجة ماما قالتهالى أقولك تفضل جنبى علشان ماليش غيرك ..علشان خاطرها يا فارس مش علشان خاطرى انا..أرجوك يا فارس أرجوك
رفع رأسه لأعلى وتنفس بقوة ثم ربت على كتفها مطمئنا وقال
مټخافيش يا دنيا مټخافيش
ولمعت عينيه من التأثر وهو يردف قائلا
أنا جنبك متقلقيش من حاجة أبدا
أعتدلت ونظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا فارس يعنى مش هتطلقنى
ربت على يدها وقال بهدوء
متفكريش فى الكلام ده دلوقتى.. أنا عاوزك تنامى وترتاحى ..أنت مش شايفة نفسك عامله ازاى
أستلقت فى فراشها مطمئنة وأغمضت عينيها ظل جالسا بجوارها حتى ذهبت فى سبات عميق ألقى عليها نظرة مشفقة ونهض بهدوء وخرج وأغلق الباب خلفه خرج فوجد والدته قد غفوت على الأريكة الخارجية حاول إيقاظها ولكنها لم تستجب له من شدة الإرهاق هوى بجسده على المقعد جانبها واستند إلى ظهر المقعد وأغمض عينيه وهو يحاول استيعاب الأمر من جديد .
لقد أصبحت وحيدة الآن وليس من الشهامة أن يتخلى عنها هكذا ويتركها بمفردها لقد استنجدت به وتوسلت إليه أن لا يتركها فكيف يفعل تأبى رجولته أن يفعل ذلك ولكن كيف يحتفظ بها وهى من هى لن يستطيع أن يتخذها زوجة حقيقية ولن يستطيع أن يطلقها فى مثل هذه الظروف وضع كفيه على وجهه ملتجأ إلى الله عزوجل هاتفا بقلبه
ما العمل ياربى ما العمل
عادت أم فارس إلى بيتها وتركتهما هناك بعد أن ألحت على فارس أن يبقى مع زوجته فى شقة والدتها قليلا ثم يعود بها بعد أن تتحسن حالتها تفاجأت بأن زواج مهرة قد تم بالفعل فى غيابها فصعدت إليهم وجلست بصحبة أم يحيى وهى تقول بضيق
كده برضوا.. هو أنا مش من حقى افرح بيها زيك ولا أيه يا ام يحيى
قالت أم يحيى بحرج
والله سألت عليكى
يا ست أم فارس ملقتكيش وبعدها عرفت من عمرو ان حماة الأستاذ فارس تعيشى انت .. أتلخمت فى كتب الكتاب ومعرفتش أوصلك
مهرة فين علشان أباركلها
اشارت لها أم يحيى إلى غرفتها قائلة
جوه.. ثوانى اندهالك