رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
بالى جوايا
شعر بالحرج والأضطراب وحاول أن ينتقى عبارات غير جارحة وهو يسمع نبرتها الواهنة التى ترجوه بها ألتفت إليها قائلا بهدوء
يا بشمهندسة أحنا كلنا هنا بنحترمك وبنقدرك .. لكن غير كده مش هينفع صدقينى ..عن أذنك
وتركها وأنصرف وهى ترمقه وتراقب حركته العصبية وهو يفتح الباب ويخرج ويغلقه خلفه مسرعا فرت دمعة من عينيها فمسحتها بسرعة وهى تقول بتصميم
غلطان يا عمرو ..
توجه
عمرو مباشرة إلى مكتبه وعانق زميله أحمد بحرارة والټفت إلى زميله نادر متناسيا المشاحنة التى كانت بينهما وقال
أزيك يا بشمهندس نادر
نظر له نادر نظرة متعالية وقال
كويس
ربت أحمد على كتفه وقال بمرح
واحشنى والله يا عمرو ووحشانى خفة دمك ..ايه خلاص هترجعلنا تانى ولا ايه
قال عمرو وهو يجلس خلف مكتبه بخفة
اه ان شاء الله ..هرجع أرخم عليكوا تانى
ضحك أحمد وهو يضع أمامه بعض الرسومات الهندسية وبدأ فى العمل بينما كان نادر يراقبه عن كثب ويتتبعه وهو يعمل بنظرات محتقنة حاقدة .
أنهى بلال جلسته العلاجية لاحد مرضاه الذى قال مرحا
بجد يا دكتور بلال .. أنت أيدك مرهم ولا حسيت بحاجة
رفع بلال رأسه إليه وقال مداعبا
أنت محسسنى انك جاى تاخد حقنة فى الصيدلية .. وبعدين لو محستش بحاجة تبقى الجلسة فشلت يا كابتن
ضحك كابتن علاء وهو يقول
لا نجحت ان شاء الله ...بس حلو أوى حكاية التسبيح والتكبير والاستغفار اللى انت بتعملها دى يا دكتور بجد أنت ليك سبق فى الحكايه دى ...ده انا ما سمعت عنك وعن اللى بتعمله من زميلى فى الفريق قلت لازم أجى أجرب بنفسى وسيبت دكتور الفريق
أبتسم بلال وهو ينهض من خلف مكتبه قائلا
الكلام كله عاجبنى إلا الحتة الأخيرة.. ناقصلك شوية وتقولى اعملى خصم
ضحك علاء بينما نهض بلال وهو يأخذ مفاتيحه من فوق المكتب وقال
يالا يا كابتن يدوب نلحق العصر
ساعده بلال على النهوض وهو يقول له مشجعا
لا بقولك أيه بلاش دلع.. أنجز علشان عاوزين الكاس السنة دى
ابتسم علاء بإجهاد وهو يتحرك معتمدا على يديى بلال وقال
أنا معتمد على الله وعليك يا دكتور
رد بلال مبتسما وقال معلما
يا ابو الكباتن قول على الله ثم عليك
نظر له علاء مستفهما وقال
وايه الفرق
شرع بلال فى الشرح له وهما يتوجهان خارج المركز وقال
يعنى لما اقول خرجت من المركز انا وعلاء يعنى خرجنا احنا الاتنين سوا... زى زيك يعنى
لكن لما اقول أنت ثم أنا يعنى أنت الاول وبعدين أجى انا فى المرتبة التانية ..كده أحنا مش متساويين مع بعض
هز علاء رأسه بدهشة وقال
تصدق أول مرة أعرف ده احنا بنقولها كتير اوى
ما كاد ينتهى من كلمته حتى أصطدم بمهرة التى كانت تهبط الدرج بسرعة مداعبة الطفل على يديها نظرت له مهرة وقالت بإندفاع
مش تحاسب يا استاذ أنت ..ايه الناس دى
نظر بلال إلى عبير التى كانت تهبط السلم بهدوء وهى تساعد الأطفال على تعلم هبوط السلم بحذر ويبدو أن مهرة قد سبقتها كما تفعل دائما وسمع علاء يقول لها وهو يتأملها مليا
المفروض انت اللى تعتذريلى على فكرة.. أنا اللى تعبان وانت اللى خبطى فيها
نظرة له مهرة شذرا قائلة بحنق
وانت مبتشوفش يعنى
بينما قال بلال بسرعة
خلاص يا كابتن حصل خير ..خلاص يا مهرة
قالت عبير بتلقائية
خلاص بقى يا مهرة محصلش حاجة
اقترب بلال من عبير وهمس فى اذنها
مش قلت محبش راجل غريب يسمع صوتك ..ماشى لما نطلع بيتنا بس
أبتسمت عبير بصمت فهى مازالت وستظل تحب غيرته عليها حتى من أن يستمع رجل غريب لصوتها فقط .. نظر علاء إلى مهرة وقال بإعجاب
وكمان اسمك مهرة .. لا بصراحة أسم على مسمى
نهره بلال على الفور وهو يأخذ بيديه للأسفل قائلا
بقولك ايه يا كابتن .. أنت هتعاكسها قدامى كمان طب احترمنى على الأقل يا أخى
همس علاء فى أذنه قائلا
هى تقربلك ولا ايه
قال بلال وهو يعبر به باب البناية قائلا
حاجة زى كده ..وبعدين وانت مالك
وفى أحد الليإلى افترش فارس الأرض بعيدا عن الفراش ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية نهضت من فراشها وتعطرت وارتدت ثيابا مكشوفة وجلست على الأرض بجواره واتكأت على طرف وسادته لينفذ عطرها لأنفه رغما عنه وقالت بدلال
هتفضل تنام على الأرض لحد أمتى .. هو احنا مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه
أنا حذرتك قبل كده يا دنيا .. أرجعى على سريرك وابعدى عنى
غلفت صوتها بنبرة ناعمة وهى تتلمس خصلات شعره
ولو مبعدتش هتعمل ايه
فتح عينيه وألتفت إليها بعصبية وقال پغضب
هتشوفى فارس اللى عمرك ما شوفتيه قبل كده ..
ثم قال محذرا
والكام شهر اللى هتقعدي على ذمتى فيهم تتجنبينى خالص وتبطلى محاولاتك دى علشان أنا بحس بقرف لما بتقربى مني
ألقى عليها نظرة احتقار أخيرة وأغمض عينيه ثانية وولاها ظهره غير مباليا بها نظرت إليه پغضب وحقد شديد وهبت واقفة