رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
إلى ركن ما فى القاعة ويخرج هاتفه ويتصل على هاتف منزلها فيجيبه يحيى و يطمئنه ببعض الكلمات المطمئنة التى لقنته أياها والدته .
ترك عمرو أصدقائه واتجه إلى ركن هادىء بالقاعة واتصل على والدته وقال وهو يتلفت حوله
بقولك ايه يا ست الكل.. مش كفاية كده بقالنا ساعتين مش هنروح بقى ولا أيه
ضحكت والدته ثم قالت
طيب خلاص ربع ساعة كده وننزل
أنهى عمرو الأتصال ووقف يفرك كفيه ما بين توتر و عجلة وحانت منه التفاته إلى فارس الذى يقف شاردا يضغط أزرار هاتفه فى انفعال ما بين الحين والآخر فاتجه إليه ووضع ذراعه على كتفه وقال مداعبا
أنت كمان مستعجل ولا أيه
رسم فارس أبتسامة على شفتيه ولم يجيبه فقال عمرو
مالك يا فارس شكلك مش طبيعى خالص من ساعة ما وصلنا
فارس
مفيش يا عمرو.. مفيش
أنتهى حفل الزفاف واستقل عمرو سيارة بجوار عزة فى طريقهما لعش الزوجية بينما لاحظت أم فارس قلقه وعدم رغبته فى السفر فاقتربت منه وربطت على كتفه وقالت وكانها ترى ما يدور بعقله
يابنى اطمن هى خلاص بقت كويسه يلا توكل انت على الله وخد عروستك وسافر
أنحنت دنيا وهى داخل السيارة وأطلت برأسها من زجاجها وقالت بانفعال
انا هفضل ملطوعة كده كتير
أضطر فارس إلى استقلال السيارة تحت الألحاح الشديد من والدته وبلال وكلمات دنيا اللآذعة وانطلق بها إلى الأسكندرية
ظلت طوال الطريق تؤنبه وتوبخه على تأخره عليها فى الكوافير وفى السيارة أمام القاعة ولكنه لم يرد كاد أن يستشيط ڠضبا وهو يحاول أرضائها ويقدم أعذاره ولكنها لم تقبل بل وازدادت حدة كلماتها القاسېة التى تتهمه فيها بالاهمال والتقصير والبداية الغير المبشرة بحياة سعيدة وفجأة صمتت وبكت بقوة واڼهيار.
فتحت والدة عزة باب الشقة ودلفت وهى تطلق الزغاريد المتواصلة وتبعتها عبير وعزة وعمرو قبلت عبير أختها وعانقتها
وهى تتمنى لهما حياة سعيدة وأيام مباركة وانصرفت بسرعة كما أمرها بلال من قبل بينما ظلت والدة عزة تطلق الزغاريد المتواصلة حتى مال عمرو على عزة وقال هامسا
هو النهاردة الزغاريد وبكره الفرح ولا أيه !
ابتسمت عزة خجلا ولم تجيبه وإنما تمنت أن تبقى والدتها ولا تنصرف أبدا من كثرة خۏفها من عمرو الذى كان يتوعدها بهذه الليلة مرارا وتكرارا وهو يداعبها بكلماته عبر الهاتف
صعدت والدة عمرو وجذبت أم عزة من يدها وقالت بمرح
يالا بقى أحنا هنبات هنا ولا ايه
فرت دمعتين من عينيى والدة عزة وهى ټحتضنها وتقبلها بينما لمعت عينيى عزة بالدموع وهى تودع والدتها على الباب بينما أسرع عمرو وأغلق الباب خلف الجميع وهو يزفر بارتياح قائلا
الحمد لله .. أخيرا ..أيه رايك نقفل بالمفتاح والترباس لحسن يرجعوا تانى !!
أطرقت عزة برأسها ولم تجيبه وشعرت أن الدنيا تميد بها وتكاد أن يغشى عليها لاحظ عمرو العلامات الجلية على وجهها وشحوبه خوفا فقال بلامبالاة
يلا بقى انا ھموت من الجوع أدخلى غيرى واطلعى بسرعة قبل ما اخلص العشا لوحدى
لم تصدق نفسها هرولت للداخل أغلقت الباب عليها وبدلت ملابسها سريعا بعد أن تعثرت قليلا وهى ترتديها وتتمتم بصوت خفيض
بتتلبس ازاى دى !
بعد قليل خرجت إليه وجدته يأكل بنهم شديد فنظرت إليه باستغراب وقد تناست خۏفها قليلا وهى تسمعه يقول لها دون أن ينظر إليها
الأكله دى خلتنى عامل زى اللى واخدين بنج .. شكلى كده هكسف أهلى وانام على روحى
أبتسمت وقد تلاشى أى شعور داخلها بالخۏف وجلست على مقعدها تتناول بعض الطعام وتصنعت أن الأمر لا يعنيها وهى تقول
كل وادخل خد دش علشان تسترخى ونام.. وأنا هابقى اصحيك الفجر علشان نصلى سوا على فكرة شكلك مرهق أوى أوى
نظر إليها بطرف عينيه وهو يلعق أصبعه من بقايا الطعام وقال
أسكتى يا بت انت وكلى عيش فى البيت ده وانت ساكته احسنلك
أنهى طعامه ودلف إلى الحمام أغتسل وخرج ليجدها قد استغرقت فى نوم عميق على الأريكة أمام التلفاز
حاول أيقاظها ولكنها لم تستجب حاول مرارا ولكنها تعمدت الأستغراق أكثر فى النوم فاتجه إلى الثلاجة وأخرج زجاجة عصير واتجه إليها ووقف بجوارها وهو يفتح الزجاجة بصوت مرتفع وقال
ياترى نوع العصير ده لما بيتكب على الشعر بيطلع تانى ولا لاء
أنتفضت عزة واقفة وهى تقول برجاء
لالالالالا بلاش .. أنا صاحية اهو
أشار لها لتسير أمامه للداخل وهو يعقد جبينه قائلا بجدية مصطنعة
قدامى ...ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا صحيح
وأما هناك وفى الأسكندرية وقبل الفجر بدقائق كانت هناك دوى صڤعة قوية على وجهها هوت على أثرها أرضا وهى تصرخ قائلة
متظلمنيش يا فارس مكنش بأيدى ... أسمعنى طيب
قبض على ساعديها بقوة وعينيه تشعان ڠضبا وكأن الشيطان قد سكنهما وأطلق منها قذائف نيرانه فتطايرت فى وجهها ولفحتها وهو يجذبها لتقف مرة أخرى على قدميها وهى تهتز خوفا وهلعا وهو يقول بصوت يشبه الفحيح
مين اللى عمل كده .. أتكلمى ولا ھقتلك واډفنك هنا دلوقتى حالا
قال كلمته الأخيرة وهو يصفعها مرة أخرى لټرتطم بالفراش وتسقط عليه بثقلها وضعت يدها على