رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
عاوز يكلمك ليه
ألتفتت عزة لها متعجبة وقالت
هو مين ده يا ماما
خطيبك
مين اللى قالك كده يا ماما ده انا لسه كنت ...كنت بكلمه أهو
أمسكتها والدتها بكتفها ونظرت لعينيها بقوة قائلة
ماهو لو مقولتيش هروح أقول لبوكى وهو بقى يقررك بمعرفته
قالت والدتها هذه الكلمة وهمت بأن تنصرف ولكن عزة أمسكتها من يدها وانحنت تقبل كفها قائلة برجاء
لا يا ماما الله يخليكى بلاش تدخلى بابا فى الحكاية
أعتدلت أمها فى جلستها وهى تقول
قولى يا عزة ايه اللى حصل بينكوا .. اللى جه يدينى العنوان ده مش عمرو اللى احنا نعرفه ده كأنه واحد تانى وانا متأكدة أنك عملتى مصېبة
أطرقت عزة برأسها و روت لها بخفوت ما حدث وما قالت فى المكالمة الهاتفية التى كانت بينها وبين عمرو نظرت لها أمها بضيق وقالت
پغضب
أنت يابت غبية ولا مبتفهميش
وضړبت على قدمها بانفعال وهى تقول
والله أعلم بقى فهم ايه دلوقتى .. ويمكن يروح يقول لأمه على كلامك .. وأمه تيجى تتكلم هنا وتبقى مشكلة
قالت عزة متبرمة
هتقول أيه يعنى .. وبعدين هو اللى فهم غلط
قالت أمها بعصبية
لاء مفهمش غلط يا عاقلة يا كاملة .. أى عيل صغير يفهم أنك بتبصى لفارس نظرة غير اللى بتبصيها لخطيبك .. ويارب يكون فهم كده وبس والشيطان ميكونش لعب بعقله وفهمه حاجة تانية
هبت واقفة وأمسكتها من يدها بقوة وهى تقول آمره
أتفضلى روحى ألبسى علشان نعملهم زيارة ونشوف ميتهم أيه يلا بسرعة.. واسمعى متجبيش سيرة عن حاجة قدام امه .. أتعاملى عادى كأن مفيش حاجة
رحبت والدة عمرو بعزة ووالدتها وعانقتهما بحرارة مما جعل والدة عزة تطمئن أن عمرو لم يتكلم معها فى شىء نهضت والدته وهى تقول بترحاب شديد
ثوانى هعمل الشاى وأشوف عمرو صاحى ولا نايم لسه
تبادلت عزة النظرات مع والدتها التى همست لها
كده يبقى مقالش حاجة لامه .. اصل أنا عارفاها اللى فى قلبها على لسانها مبتعرفش تخبى
خرج عمرو من غرفته فوقع نظره على عزة ووالدتها تجلس بجوارها حاول رسم ابتسامة على شفتيه وهو يقول
اهلا وسهلا أزى حضرتك يا طنط
ثم قال وكانه يجبر نفسه على الحديث معها قائلا
ازيك يا عزة
أبتسمت والدتها وهى تقول له
أزيك أنت يا حبيبى أخبار شغلك ايه
جلس دون أن ينظر إليهما وهو يقول
الحمد لله تمام
لكزتها أمها فى يدها لتتكلم معه ونظرت لها بحدة فقالت عزة على الفور بصوت ضعيف
أزيك يا عمرو
هب واقفا وهو يقول بجفاء
الحمد لله .. طب عن اذنكم بقى علشان عندى مشوار مهم
أوقفته والدتها وهى تقول واقفة
استنى يا عمرو عزة عاوزه تقولك كلمتين
نظرت إلى عزة بضيق وهى تقول
قولى لخطيبك اللى انت عايزاه على ما أدخل أعمل فنجان القهوة بتاعى مع خالتك يا عزة
تبعتها بنظرها حتى دخلت المطبخ خلف والدته وقالت بأسف
عمرو انا آسفه .. أنت والله فهمت غلط
أشاح بوجهه بعيدا ولم يرد كانت مشاعره متضاربة كالأمواج المتلاطمة يريد أن يسامحها ويبتسم لها ويمزح معها كما اعتاد ويزيل نظرات الحزن من عينيها ولكنه لم يستطع طال صمته فقالت بحزن
والله ما كان قصدى انا كده متسرعة فى كلامى ومبفكرش فيه الاول قبل ما اقوله
ألتفت إليها حانقا ونطق بما يعتمل بصدره منذ سنوات وقال
أنت فعلا مفكرتيش فيه .. أنت قلتى اللى فى قلبك يا عزة ..أنت عمرك ما هتشوفينى راجل محترم وطبعا بما انى مش محترم فاستحاله اعرف حد محترم .. عارفة ليه علشان عنيكى مش شايفة غير واحد بس ..
قاطعته بلوعة
أرجوك اسكت .. متقولش كده انت غلطان والله غلطان
ماشى أنا غلطان .. بس انا هسألك سؤال واحد .. أنت وافقتى على خطوبتى ليه
شعرت بالأرتباك وهى تقول متلعثمة
علشان انت شاب كويس ومحترم وجارى واخلاقك كويسة
قال بحدة وبلهجة حاسمة
وفين الحب فى كل ده ..أنت عمرك ما حبتينى ولا هتحبينى
نظر إلى عينيها بحدة وأشار إلى خاتم الخطبة فى أصبعها وهو يقول
الطوق اللى خاڼقك ده تقدرى تقلعيه فى أى وقت براحتك .. ومتقلقيش محدش هيعرف حاجة .. أحنا كده خلاص
قفزت دمعة من عينيها رغما عنها وهى تقول بصوت متقطع
مش هقلعها يا عمرو
واستدارت وغادرت المكان كله نظر إلى الفراغ الذى كان يحتله جسدها منذ قليل وهو غير مصدق الكلمات التى خرجت من فمه والدموع التى انسابت من عينيها بسببه كل شىء كان له سبب فى عقله كلامها ورجائها وغضبه منها إلا شىء واحد .. عبراتها !.. دخل غرفته وأغلق الباب بقوة وهوى إلى فراشه ڠضبان أسفا يلعن القلب الذى مازال يحبها رغم علمه أنها تحب غيره ضړب الفراش بقبضته ومد يده يخلع الطوق الذى يحيط بأصبعه والذى شعر أنه يطوق عنقه وېخنقه هو أيضا ويمنع عنه الهواء.
خرجت والدة دنيا من غرفتها ليلا وهى فى طريقها إلى الحمام مرورا بغرفة ابنتها سمعت صوت يشبه الهمس آتى من الداخل نظرت للباب بانتباه ودهشة واقتربت ببطء ووضعت أذنها عليه لتستمع لما يدور بالداخل خفق قلبها وهى تستمع لابنتها تقول