رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى ومحمود يقف فى الشرفة يضايق مهرة كالعادة وهى ممسكة بدميتها المفضلة باربى هدية فارس لها أشار له فارس باتجاه محمود وقال پغضب
أزاى امك تأمنك على اختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكة بينما كان يحيى يقول
مانا مخلى بإلى منها يا أبيه هو انا عملت حاجة.. وبعدين دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد اتكلم معاك فى الحكاية دى بعدين وافهمك
ثم الټفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطة المدرسة علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فابتسمت عندما رأتها بصحبته ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس انى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله فقال
لو سمحتى يا ماما مهرة تفضل معاك معظم اليوم زى ما كانت الأول .. أنا كده هبقى فى الشغل ودماغى بتلف
بعد انتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعه أمام والدته على الطاولة المواجهة لمقعدها بينما جلس هو على الأريكة واستندت مهرة بظهرها إلى أريكته وهى على الأرض بجوار ساقه وتضع كراستها فوق ركبتيها وهى تحل أحد المسائل الحسابية فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر كده ..هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها بحب اذاكر كده يا طنطى
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها يا ماما ما انت عارفاها دماغها ناشفة
نظرت له والدته وقالت
على فكرة .. أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول ..خدتنى فى دوكه فى موضوع مهرة ده .. قولى مالك
تناول فارس كوب الشاى الخاص به وأخذ منه رشفة صغيرة وقال فارس متعجبا
تخيلى يا ماما واحد جالنا المكتب فقضية طلاق ..ومش هتصدقى كان عاوز ايه
قالت والدته بفضول واهتمام وهى تضيق عينيها
كان عاوز ايه يابنى
قص عليها تفاصيل ماحدث بينه وبينه الرجل والحوار الذى دار بينهما وما سمعه من الدكتور حمدى عقب خروج الرجل من عنده فقالت وهى تهز رأسها بحزن
ومالك يابنى مستغرب كده ليه ده بقى عادى خلاص ..سيرة الناس بقت لبانه فى بؤ كل واحد شوية من غير خشى ولا ضمير.. بالكدب بقى بالباطل مش هتفرق .. ده حتى لو العيوب دى فيه فعلا تبقى غيبة
رفعت مهرة
رأسها من بين كتبها وقالت
يعنى لو واحدة صاحبتى قالت عليا لواحدة صاحبتى تانية أن انا أوزعة .. يبقى كده حرام صح يا فارس
نظرا إليها كل من فارس ووالدتها متعجبين وقالت أم فارس
أيه ده .. أنت واخدة بالك من الكلام وانا اللى فاكراكى غلبانة
ضحك فارس ووجه كلامه لمهرة قائلا
صح يا مهرة وهحكيلك بقى حكاية علشان تفضلى فاكرة الموضوع ده فى دماغك على طول بما أنك بتحبى الحكايات
جلست مهرة فى انتباه وهى تستمع إليه فقال
بصى يا ستى كان مرة الرسول عليه الصلاة والسلام ماشى وكان فى ناس ماشيين وراه بيتكلموا على واحد مش موجود كلام مش كويس .. الرسول عليه الصلاة والسلام شاف حمار مېت مرمى فى الطريق ...عمل أيه بقى الرسول علشان يعلمهم براحة
شاور على الحمار المېت ده وقالهم ياكلوا منه... وبعد ما الناس استغربت وقالوا ازاى هناكل حمار مېت .. الرسول قالهم لو كنتم أكلتم لحم الحمار المېت ده أهون من أنكم تتكلموا على أخيكم وتتكلموا عليه كلام هو ميحبش حد يقولوا عليه
يعنى يا مهرة لو لقيتى حد بيتكلم على حد بحاجات هو ميحبهاش فى نفسه أتخيلى كده أنهم قاعدين ياكلوا لحم حمار مېت
وضعت مهرة يدها على فمها متقرفة ثم قالت
طب لو انا عملت كده أعمل ايه طيب
ضحكت أم فارس من طريقتها وابتسم فارس وقال
استغفرى كتير ليكى وللى اتكلمتى عليها
صلى فارس الجمعة ووقف يبحث بعينيه عن بلال وأخيرا وجده فأقبل عليه مسرعا وصافحه بحرارة فقال بلال
هو انا يابنى مش هشوفك غير فى المصاېب ولا أيه
ضحك فارس لداعبته وقال مدافعا
لا والله مفيش مصېبة المرة دى .. دى خدمة بس
ضحك بلال وقال
أنا برضة بقول عليك بتاع مصلحتك..ها خير
شوف يا سيدى الحكاية باختصار ..أخت خطيبة عمرو صاحبى وقعت من على السلم ورجلها اتكسرت والدكتور قال لازم علاج طبيعى بعد ما تفك الجبس واهى فكته من يومين ومن ساعتها واحنا دايخين على دكتورة ست ..مش لاقين .. وبما أنك بقى دكتور علاج طبيعى يبقى مفيش قدامنا غير سيادتك
حاول بلال أن يتكلم رافضا ولكن فارس قاطعه بسرعة
أولا انا عارف أنك بتتعامل مع الرجالة بس ..لكن والله ڠصب عننا ومفيش حل تانى يا أما ست يا أما دكتور نضمن خلقه وأمانته
ثانيا انا عارف أنك شهم ومش هترضى نوديها عند أى دكتور منضمنوش ده غير انها رافضة تروح لدكتور لأنها منتقبة ومش عاوزه راجل يلمسها يرضيك بقى يحصلها مشكلة فى رجلها
أطرق بلال برأسه قليلا ليفكر فى الأمر لقد كان شبه مستحيل بالنسبة له أن يتعامل مع النساء وخصوصا فى هذا