رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
دلوقتى
نظرت إليه بحدة وهى تقول بجدية
ساعات العمل الرسمية لسه مخلصتش يا بشمهندس
ثم ابتسمت
ابتسامة صفراء وهى تقول
لسه نص ساعة
أستند إلى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو انت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون أن ينظر إليها
أنا مكنتش همشى قبل مواعيدى .. أنا قلت لحضرتك فى الأول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما امشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس.. أنا عندى اجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضة فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معها من الأساس فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى ارتياح وهو يغادر إلى مكتبه كسرت القلم بين يديها فى ڠضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق.
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى الخاص به تحت نظر زميله نادر الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخرية
أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى انفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى .. أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وجده يقول بسخرية وهو ينظر ل أحمد
شفت يا عم احمد .. طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم معايا كويس أحسن لك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعة
ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره إلى عمله مرة أخرى دون أن يتفوه بكلمة أخرى وكأنه كان يختبر أعصاب عمرو هل هو سريع الڠضب أم لا ربت أحمد على كتف عمرو قائلا بهدوء
معلش يا بشمهندس خاليها عليك المرة دى
قال عمرو وهو يرمق نادر بعينيه
ياريت الناس كلها فى أخلاقك يا أحمد
دقائق من الهدوء سادت فى المكتب وكل منهم يتابع عمله حتى ينتهوا منه قبل مواعيد الأنصراف
عادت عبير إلى منزلها بصحبة عزة وعمرو ووالدها ووالدتها بينما استأذن فارس للعودة إلى عمله مرة أخرى دخلت غرفتها بصحبة والدتها وأختها عزة استراحت على فراشها وسمعت عزة تقول
أجيبلك تاكلى يا عبير ولا هتنامى
لا يا حبيبتى انا هنام شوية .. أصلى مكنتش عارفة انام فى المستشفى خالص
تدخلت والدتها قائلة
سيبى اختك تنام واطلعى اقعدى مع خطيبك شوية.. ميصحش كده
نظرت عزة إلى عبير تستنجد بها فقالت عبير على الفور
يا ماما مينفعش تقعد معاه لوحدها ده لسه خطيبها
نهضت والدتها وجذبت عزة من يدها وهى تدفعها تجاه الباب وتقول
أبوكى قاعد معاه بره مش هتقعدى معاه لوحدك .. يالا ياختى وخدى معاكى كوباية عصير فى أيدك الراجل واقف معانا من بدرى
خرجت عزة وهى تنظر تحت قدميها إن صحت العبارة نظر عمرو إليها بطرف عينيه وشعر بخفقان قلبه كما يحدث له دائما عند رؤياها وضعت الكوب على الطاولة أمامه وهى تقول بخجل
أتفضل
تابعها بعينيه حتى جلست على مقعد آخر يبعد عنه بعض الشىء فقال والدها
أختك عاملة أيه دلوقتى
الحمد لله يا بابا .. سبتها تنام وترتاح
قال الوالد وهو يهز رأسه رأسه بأسى
والله منا عارف هتقعد فى الجبس شهر ازاى .. وبعديهم كمان علاج طبيعى وشغلانة
تدخل عمرو قائلا
متقلقش يا عمى من حكاية العلاج الطبيعى دى ..فارس يعرف دكتور كويس أوى وقريب من هنا جدا
خفق قلبها فاشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يرى أحد علامات تأثرها بادية على وجهها ساد الصمت للحظات قطعه والدها قائلا
منور يا بشمهندس
تنحنح عمرو بحرج وقال وهو ينهض واقفا
طيب استأذن انا بقى
وقفت عزة ووالدها الذى قال بتصميم
لا والله ما ينفع.. ده انت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجة
أبتسم عمرو بمودة وهو يقول
معلش يا عمى مرة تانية ان شاء الله
نظر إليها والدها وقال آمرا
وصلى خطيبك يا عزة
أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنها وجدت علامات الجدية على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو
اتفضل يا بشمهندس
توجه والدها للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر إلى الارض كانت تتصور انه سيلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل وقف ينظر إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه إلا مرآة يمر الحب خلالهما وينساب بدون أن يشعر ليسكن فى عينيها عندما رفعتهما إليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت
فى حاجة يا بشمهندس
قال بنفس خفوتها وابتسامته تملأ وجهه
على فكرة.. أنا أسمى عمرو ..هه
قالت دون أن تنظر إليه
فى حاجة يا عمرو
خفق قلبه وابتسم فى سعادة و .. قاطعت نظراته وأفكاره ورفعت رأسها فجأة وقالت بجدية
على فكرة مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
تراجع للخلف بدهشة وأغلقت هى الباب