رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
الشغل هنا ابتدى يقل ..
وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا
والدكتور كمان مبقاش يجى كتير
قال فارس بانفعال
ده علشان الدكتور مبيقبلش قضايا المخډرات والقضايا المشكوك فيها.. يعنى على الأقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
أبتسم حسن بسخرية وهو يفتح ذراعيه قائلا
أهلا الشيخ فارس وصل
هب فارس واقفا پغضب وأشار له محذرا وقال
ألزم حدودك معايا يا حسن
وقفت نورا مسرعة وهى تقول منفعلة
أيه يا أساتذة صلوا على النبى كده واهدوا ..كده صوتنا هيوصل للدكتور
أسندت دنيا رأسها إلى كفيها وهى تنظر إليهم مشتتة أفكارها وهى تقول فى نفسها
أومال لو قلتله انى عاوزه اروح اشتغل معاه هيعمل فيا أيه
أوت إلى فراشها ليلا وهى تمسك بالهاتف النقال فى يد وبالكتالوج فى اليد الأخرى محاولة فك طلاسم هذا الهاتف وهى تتمتم بسخرية من جهلها وفجأة صدح رنينه بين يديها تفاجأت وهى تنظر لأسم باسم تضىء به شاشة هاتفها وهمهمت قائلة
معقول.. مديهولى وهو مسجل اسمه عليه
ترددت لبرهة ثم قررت الرد فقال على الفور
ها التليفون عجبك
أستيقظ فارس قبل الفجر بساعة وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهة التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنة عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بأجهاد شديد وكأنه لم ينم إلا منذ لحظات قليلة ولكنه جاهد نفسه وهب واقفا حتى لا يفكر فى العودة إلى النوم مرة أخرى ويغلبه كسله وأجهاده توضأ وعاد إلى غرفته وجلس وهو ممسكأ بالمصحف يقرأ ورده الليلى شرد بعقله قليلا وهو يفكر كيف لم يفكر فى أن يطلب من الدكتور حمدى بأن يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه خشية الاعتياد والألفة التى تضفى صفات خيالية محببة بين الزملاء والزميلات والتى قد تطور إلى مفهوم آخر.
وضع المصحف جانبا ووقف يصلى القيام وأطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد ولأول مرة يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته أطال السجود وهو يشعر بحلاوته التى يتذوقها بقلبه وجوارحه أغمض عينيه وهو يدعو لا يريد أن يفارق تلك السجدة التى وجد حلاوتها ووجد نفسه يدعو اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عمن سواك
دخلت والدتها لتوقظها فى الصباح فوجدت الهاتف النقال بجانبها فأخذته وظلت تنظر إليه بأمعان وتتفحصه وباليد الأخرى توقظ دنيا وتهزها هاتفة بها
قومى يا دنيا.. أيه اللى جاب التليفون ده معاكى
نهضت دنيا متكاسلة وهى تتثائب فتحت عيونها فوجدت والدتها تمسك هاتفها النقال بين يديها وتقلبه متسائلة
بتاع مين ده يا دنيا
أنتزعته من يد والدتها وهى تقول برجاء
الله يخليكى يا ماما مش عاوزه بابا يعرف ليقعد يحقق معايا
نظرت لها والدتها بشك وقالت
وانا يعنى مش هسألك
قبلتها دنيا على وجنتها وقالت
أنت مامتى حبيبتى مش هتعقديلى الدنيا زى بابا
أبعدتها والدتها عنها قليلا وبرفق قالت
طب جاوبينى مين اللى أدهولك
أستاذ باسم مدير المكتب اللى حكتلك عنه قبل كده أنه عاوز ياخدنى معاه مكتبه
وجابهولك بمناسبة ايه ده
بمناسبة عيد ميلادى يا حبيبتى
صمتت والدتها قليلا ثم قالت بتوجس
مش عارفة.. مش مرتاحة
عانقتها دنيا وقبلتها مرة أخرى وهى تنهض من الفراش قائلة بثقة
متقلقيش يا حبيبتى .. أنا عارفة بتعامل مع الناس ازاى
نظرت والدتها إليها وقد خرجت من الغرفة ثم التفتت إلى الهاتف الملقى على الفراش وشردت تماما ولأول مرة تشعر بالقلق حيال تصرفات ابنتها.
ويوم الخميس وفى المساء كان منزل عزة مهيأ
لتلك المناسبة المبهجة حفل خطوبة عزة وعمرو كان الحفل بسيط ينعزل فيه الرجال عن النساء نوعا ما فالنساء فى الصالون والرجال فى الخارج يفصل بينهما بابا لا يكاد ينغلق من الزحام لذلك احتفظت عبير بنقابها حتى لا يراها أحد دون أن تشعر.
لم يكن هناك شخص أسعد منه فى تلك اللحظة التى طوق خاتم خطبته أصبعها وأخيرا أصبحت له لم يكن بحاجة إلى التعبير عن سعادته فلقد تكفلت عيناه بهذا الأمر مما جعل عزة تشعر بتأنيب الضمير لأنها لا تبادله نفس مشاعره ولا حتى جزء منها غير الأحترام وفقط!
كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزه من الخلف نظر خلفه فوجد مهرة أبتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون أن يقف أقتربت من أذنه وهى تشير إلى محمود أخو عمرو الأصغر والذى لم يتجاوز الثانوية بعد وهى تقول
ألحق يا فارس.. الواد الرخم ده بيضايقنى
نظر فارس إلى حيث تشير ثم نظر إليها مرة أخرى متعجبا وقال
بس هو شافك أزاى أصلا علشان يضايقك
نظرت له پغضب ومطت شفتاها وقالت
أنت كمان بتتريق عليا
قال مداعبا
طب متزعليش بقى خلاص انا هقوم أكسرلك عضمه
ثم حك ذقنه وهو يقول
هو ضايقك ازاى يعنى.. خد منك حاجة
حركت رأسها نفيا وقالت
لاء بيقولى شعرك حلو أوى
نظر لها بدهشة ثم تصنع الجدية والڠضب وهب واقفا وهو يقول
طب استنى هنا انا هروح أكسرهولك
تقدم فارس من محمود أخو عمرو وهى تتبعه كظله وقال مداعبا له
أنت يا أخ انت بتعاكس خطيبتى ليه
ضحك محمود وهو يقول
خطيبتك أيه يا أبيه فارس .. بقى