رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
يخليكى ليا يا أمى.. ممكن بقى نطلع أحسن من ساعة ما قولتليلى كلمة مراتك دى وأنا عاوز أطلع مش عارف ليه
ضحكت والدته بشدة وهى تضع يدها على قلبها وتقول
سبحان الله كأنى أول مرة اشوفك بتتجوز فيها كأنك واحد تانى خالص
أخذ بيديها يساعدها على النهوض واتجه بها نحو الباب وقد فاضت نظرات الحب من عينيه وهو يقول
صدقينى يا ماما.. أنا كمان حاسس أنى أول مرة بتجوز وأول مرة بحب
تزينت مهرة حتى أصبحت تبدو أكبر من عمرها الحقيقى ووقفت تنظر لزينتها بالمرآة وهى تستغرب شكلها الجديد وهيئتها شردت بعقلها بعيدا وتذكرت يوم عقد قرانها على علاء ذلك اليوم الذى لم تنظر لنفسها فيه فى مرآتها أبدا ولا تعرف كيف كان يبدو شكلها وقتها ..
لم ترى إلا فستانها وهى تنظر إليه عندما كانت مطرقة برأسها حتى لا تراه وهى تجلس بجواره مطرقة برأسها حزنا.. تذكرت كيف أبدت موافقتها على الزواج منه بدون عقل واعى رغم النفور الذى شعرت
به تجاهه عندما تقدم لخطبتها ..
نطق لسانها بالموافقة رفض عقلها وقلبها .. حدقت بوجهها فى المرآة أكثر وقد تذكرت الطريقة التى كانت تتعامل بها مع علاء لم تعتبره يوما زوجها حتى أنها لم تظهر أمامه الا بالملابس المحشمة وبالحجاب ..
لم يرى شعرها رغم إلحاحه الدائم كانت ترفض دائما لشعورها أنه غريب عليها لا تعرفه ولا تطيقه .. كانت تعتبر رفض قلبها له دليل على عدم صحة زواجهما لذلك هو ليس زوج ولا حتى خطيب .. كان طلاقها تحصيل حاصل سيحدث فى أى وقت ولكن فى أى حال من الأحوال ما كانت ستكمل معه مشوار حياتها أبدا .
كانت تراه مختطف قد اختطفها من بيئتها التى نشأت بها يريد أن يقذف بها فى مجتمع آخر غريب عليها خالى من دفىء المشاعر التى اعتادت عليه فى مجتمعها الصغير مجمتعها التى تربت ونشأت فيه وأحبته بكل ذرة فيها .
أنتفض جسدها فجأة عندما هزتها أمها بقوة هاتفة بها
مالك يا مهرة سرحانة فإيه كل ده
أنتبهت إلى والدتها بعيون شاردة ولكنها عادت إلى أرض الواقع سريعا وهى ترى عبير وعزة ووالدة فارس يدخلون غرفتها وقد ملات الضحكات قسمات وجوههم وعبير تقول
الفرقة داخلة يا مهرة .. أجهزى ببدلة الرقص
فارس حلم بتتمنيه
واللى حلمتى فى يوم تلاقيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايييه
يلا قوليلنا ..يلا قوليلنا ..يالا قوليلنا واحكى عليه
ما تشوف عينه الا حلاله
ولا غير ربه بيشغل باله
ويطاطى ويراضى الوالد
والوالدة بتبات داعياله
ومصلى والمولى هاديه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه
فارس حلم بتتمنيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايه
يلا قوليلنا ..يلا قوليلنا ..يالا قوليلنا واحكى عليه
يتعب جسده ويعرق اكتر
ليرتاح قلبه الاخضر
وبيرجعلى بايده نضيفة
نفسه عفيفة وزى السكر
وطيابته بتبان فى عينه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قولى كمان يا صبيه عليه
فارس حلم بتتمنيه
بيكون وصفه يا مسلمة ايه
يلا قوليلنا ..يلا قوليلنا ..يالا قوليلنا واحكى عليه
بتمناه انه يقدرنى
يبقى ولى القلب وأمرى
والليل لو بتطول اوقاته
يبقى ونيسى ونجمى وقمرى
وانا عمرى عمرى ما اعصيه
آدى اللى حلمت انى الاقيه
قمر العاطى انك تلاقيه
زى ما كنت بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس
يسعد قلبك ويهنيه
يسعد قلبك ويهنيه
قمر العاطى انك تلاقيه
زى ما كنت بتحلمى بيه
واهو جالك دلوقتى الفارس
يسعد قلبك ويهنيه
يسعد قلبك ويهنيه
أما فى الخارج وعند الرجال جلس فارس أمام والد مهرة وبدأ المأذون فى أجراءات عقد القران .. نظر فارس حوله نظرة سريعة فلم يجد أثر ل عمرو رغم وجود والدته وزوجته بالداخل ولكنه لم يأتى حتى الآن .
كان يريد أن يكون عمرو أحد الشهود على الزواج ولكنه تأخر للغاية عن الموعد المتفق عليه ... لاحظ بلال نظرات فارس فنهض من مكانه وذهب إلى فارس وانحنى يحدثه فى أذنه
قائلا
يتدور على أيه
همس له فارس
عمرو أتاخر أوى
أخرج بلال هاتفه واتصل به ولكن الهاتف مغلق .. أنحنى مرة أخرى وقال لفارس
التليفون مقفول .. بس متقلقش يمكن الشبكة واقعة ولا حاجة وبعدين ده جاى من سفر يعنى يمكن السوبر جيت اتأخر على ما طلع
أومأ فارس برأسه بقلق وانشغل مع المأذون فى الأجراءات حتى انتهى العقد وبدأت رحلة الأمضاءات الطويلة أنهى فارس آخر توقيع له وارتسمت على وجهه علامات السعادة والفرحة والشوق والحب قد عبرت تسللت وانطلقت مرتحلة أخيرا من بين قضبانها بداخل قلبه ولتنطق بها قسمات وجهه معلنة عن شوقها البالغ لزوجة العمر وشريكة الطفولة والصبى .. خرجت والدة فارس وأخذت الدفتر الكبير ودخلت إلى مهرة لتوقع هى الأخرى موافقة على