رواية كاملة بقلم سهام العدل مكتملة لجميع فصول
بنفاذ صبر احكي.
حكي بأسي شغل والله مانصب ...أصل أنا بوزع لشركات أي حاجة يعني بلقط رزقي زي تسويق كده ... آخد منهم البضاعة وبعدين أوزعها علي التجار والمحلات بسعر الجملة ويطلع لي نسبة من الشركة ومن الزبون ...
فاطمة أ دفت بحماس طب وإيه اللي رماك علي البلوة دي
أكمل قائلا في مرة أخدت من شركة كمية بضاعة كبيرة ونزلت أوزعها أخدها مني تاجر كبير علي انه هيعطيني فلوس البضاعة ونسبة تخصني بجمعها في شهر بس استني يجمع لي الفلوس لتاني يوم... وأنا بما انه تاجر وله اسمه في السوق فرحت بالنسبة ووافقت ... روحت تاني يوم عمل نفسه ميعرفنيش ولا اخد مني حاجة ...اټجننت كنت بكسر له في المحل ... عماله اتجمعوا عليا ورموني بره المحل وانا معييش اللي يثبت عليه حاجة ... والشركة أخدت عليا شيكات ووصلات أمانة بضعف البضاعة ضمانا لحقها دلوقتي اشتكوني والشرطة بتطاردني.
عندك حق ياست الكل ... واديني بدفع الثمن.
سألته فاطمة اسمك إيه.
مصطفي.
فين أهلك من كل ده يامصطفي
ميعرفوش حاجة ياست الكل ... احنا ٦ أولاد و ٣ بنات... وأهلي حملهم تقيل وأبويا علي المعاش.
رق قلبها لحاله وسألته اتعشيت يامصطفي
استني هنا ثواني ورجعالك .
اتفضلي
خرجت من الغرفة وسارت في طرقة ونادت عزيزة ...عزيزة .
جاءت لها سيدة تصغرها بقليل أؤمريني ياأبلة فاطمة .
ردت فاطمة لو سمحتي ياعزيزة جهزي عشا معايا ضيف .
ردت عزيزة بانصياع حاضر ياأبلة فاطمة ... بس ...بس ..بس .
قلقت فاطمة بس إيه ..
انطقي قلقتيني.
ردت عزيزة بحزن نور ياأبلة لاراضية تاخد أدويتها ولاتتعشي .
عزيزة احنا هنسيبها كده ياأبلة ... كده هتدخل انتكاسة تاني .
فاطمة والتفكير يملؤها ربك هيدبرها يافاطمة ... وقد لمعت فكرة برأسها قد تحل عڈاب السنين الذي عاشته.
يتبع
الفصل_الثاني
في أحد الأحياء الشعبية يدق جرس منزل الحاج وهدان والد مصطفي وتهرول فتاة تبلغ من العمر العشرين سنة لتفتح الباب وهي فريدة الأخت الصغري لمصطفي .
وعندما فتحت الباب وجدت الطارق علي أعز أصدقاء مصطفي.
فريدة علي ...أهلا وسهلا ... خير فيه حاجة.
علي عندما فتحت فريدة دق قلبه بشدة وأخفض بصره ورجع خطوة للوراء مساء الخير يافريدة ...اسف علي الازعاج في وقت زي ده ... بس كنت عايز مصطفي.
علي لا ملوش لزوم متقلقيش حد .... أنا همشي.
فريدة طب ماترن عليه علي الموبايل.
علي المشكلة اني رنيت علي الموبايل لقيته مع حد تاني بيقول انه لقاه في الشارع ... أخدت منه العنوان وروحت جبته بس مش عارف اوصل لمصطفي .
فريدة وقد وضعت يدها علي قلبها ربنا يستر ... أنا قلبي اتغوغش عليه ... طب هتعمل ايه.
فريدة حاضر .
علي سلام عليكم ... وذهب علي يجول الشوارع ويبحث عن صديقه في كل مكان يحتمل أن يتواجد فيه مصطفي ... وقلبه مازال يخفق منذ أن رأي فريدة التي لاتفارق مخيلته أبدا صاحبة جرتي العسل فعينيها جرتين من العسل الصافي لقد عشقها منذ أن كانت طفلة كبرت وترعرعت أمام عينيه ... كان ومازال يخشي النظر لها حتي لاتجرحها نظراته ... يحلم كل لحظة باليوم الذي سيجمعهما سويا في الحلال ولكن هانت فهو يعلم جيدا من مصطفي أن أباها ينتظر أن يزوج ابنته الثانية عبير ليوافق علي خطبة فريدة وحمدا لله لقد تحدد زفاف عبير بعد شهر وسيتحقق حلمه ويتقدم لخطبة فريدة وستصبح ملكه للأبد.
انتهي مصطفي من تناول عشائه وألقي بجسده علي الأريكة في غرفة المكتب التي استضافته فيها السيدة فاطمة يتأمل المكان ويتعجب في نفسه من كرم هذه السيدة العجوز وعطفها عليه بعدما وعدته أنها ستبقيه حتي الصباح في منزلها بعدما يتناول عشاءه .
في نفس المنزل في غرفة شبه مظلمة يسكنها الوحدة واليأس تجلس في أحد أركانها شابة في الثلاثين من عمرها يملؤها الحزن واليأس يشع من عينيها الجميلتين حتي لو أظهرت عكس ذلك ... عاشت وردة معاقة كلما تفتحت غمرها الشوك ومنعها من أن تتفتح وتزهر ...
دخلت عليها أمها السيدة فاطمة وجدتها ملقية برأسها إلي الخلف كالعادة ومثبتة عينيها علي السقف أضاءت المصباح وتوجهت ناحيتها.
فاطمة إيه يانور ... الدادة عزيزة بتشكي منك ليه
نور ترد بلا مبالاة ليه أنا عملت إيه ... ماانا قاعدة بحطة إيدكم أهوه.
فاطمة نور أنا تعبت من طريقتك دي ... مبقتيش صغيرة علي الكلام ده.
ضغطت نور