رواية ودق قلبي لها كاتبة / شيماء سعيد ( ام فاطمة )
محمد...جرب ومتنساش تزود حبهان.
يعنى تحسسها انك بتحبها لنفسها وتبرهن على كده، مش عشان شبه المرحومة بس.
يعنى بالبلدى تنفخ فيها لغاية متفرقع.
ومعلش استحمل ردة فعلها فى الأول لو نشفت دماغهاواعصر على نفسك لمونة.
بس كده كده هتدعيلى والله.
زين بضحك.... انا بدعيلك من غير حاجة.
محمد...مش باين من اللى اختك بتعمله فيا، ادينى سمعها بتكركب جوا وترزع، ربنا يستر.
ثم تابع بقوله "
ابقا اتوضى يا زين يا خويا قبل ما تدعى.
زين بضحك...حاضر، ربنا يهدهالك.
ثم اغلق معه الخط.
ليرسل رسالة اللى أنهار تلك العنيدة التى شغلت عقله.
وانا لم اعرف معنى الحب الا عندما نظرت إلى عينيكى.
فعينيكى كأنهار متدفقة من الجنة.
فأروى ظمئ اشتياقى، واخمدى نار البعد قبل أن تحرقنى.
وصلت رسالته إلى أنهار، فابتسمت وأعادت قرائتها مرارا وتكرارا ثم حدثت نفسها.
قلبى بحبك كالبركان، كلما اقتربت منه زاد احتراقا.
فويل قلبى منك، ولأين أهرب منك ، بعد أن أصبحت فى ليلة وضحاها انت أمانى وموطنى.
ورغم ذلك قامت بالرد على رسالته كالأتى.
عندك صورة مراتك وذكرياتك معاها، اقعد كده وافتكر واشرب على روحها قهوة سادة.
فابتسم زين رغما عنه لأنه شعر أنها بالفعل تغار عليه رغم مoت زوجته.
فبعث له مقطع من أغنية لعبد الحليم حافظ.
بعد أن قال لها..أنهار صدقينى "
مش قادر على بعدك ثانيه أبدأ أبدا يا حبيبي
ولا عارف إيه طعم الدنيا أبدا أبدا يا حبيبي
أنا عايزك على طول يا حبيبي مش عايز أشواقنا تطول يا حبيبي.
لتبعث له هى..
حلو وكذاب، ليه صدقتك
الحق عليﱠ، الحق عليﱠ
الحق عليﱠ اللي طاوعتك.
فانفجر زين من الغيظ وألقى هاتفه قائلا بحنق...لا كده كتير يا أنهار.
أعمل ايه عشان اثبتلك انى بحبك بس غلبتينى.
ثم حاول أن يهدىء من روعه وفتح كتاب الله لتقع عينه على اية ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ).
ونام بعد ذلك مطمئنا.
انتظرت انهار رسالة أخرى منه، وطال انتظارها ولكنه لم يرسل مرة أخرى.
فعاتبت نفسها بقولها...انا شكلى زودتها اوى،وشكله زعل.
بس اعمل ايه، خايفة فعلا.
ونفسى أتأكد أنه بيحبنى بجد،مش مسألة سد خانة.
ثم نظرت الطفلين وهم يلاعبان، فابتسمت لهم بحب.
ثم ذهبت للمطبخ لتعد لهم كوبين من اللبن الدافىء ليساعدهم على النوم مع شطيرة محلاه بالشيكولاتة السائحة.
فرح سالم وسليم كثيرا بذلك.
وطبعا قبلة حانية على وجنتيها.
ثم ذهبت بهم إلى المرحاض، ليقضوا حاجتهم،ويفترشوا أسنانهم، ثم إلى الفراش وأخذت تقص عليهم قصة قصيرة حتى ذهبوا فى نوم عميق.
لتأتى لها منى فى أحلامها.
فى هيئة ملائكية، ثم توسد على شعرها بحنو قائلة....أنهار انا النهاردة بس نمت فى قبرى وانا مطمنة على ولادى وعارفة أنهم هيكونوا امانة عندك وهما طريقك للجنة، فحافظى على الأمانة لغاية ما منتقابل فى الجنة.
لتستيقظ بعدها أنهار على بكاء الصغير سليم، لتحتضنه وتربت على ظهره حتى غفا مرة أخرى.
لتنظر إليهم بفرح مرددة...يا حبايبى أنتم جنتى على الأرض وطريقى لجنة الآخرة.
لتصل لها رسالة مرة أخرى من زين..
انا عارف ان الحب مش كلام ورسايل، فادينى فرصة ارجوكى اثبتلك انى بحبك بجد لطيبتك وقلبك وحنينك وشخصك يا أنهار.
فاقتحمت رسالته تلك قلبها وابتسمت لتجيبه بحب....وانا مستنية تثبتلى، بس لما ادخل بيتك يوم الجمعة بإذن الله.
فقفز زين من الفرحة ثم سجد لله شكرا.
لتمر الايام ويجتمع الأسرتين فى جلسة عائلية بسيطة على بعض الانشودات احتفالا بإتمام زواج زين وأنهار فى تلك الليلة الموعودة.
وعلى انشودة فديتك روحى تراقص كل المحبيبن ( عبدالرحمن وتقى، وزينب ومحمد، وأنهار وزين )
فديتك روحي يا روح الفؤاد
هواك ملاك برغم البعاد
فأنت شطري بكل المداد
شريكة عمري في اسري و قهرى
في خطوي و صبري بدرب الجهاد
أما سهير فكانت تنظر لهم بسعادة بعد أن اطمئنت اخيرا على استقرار زين مع زوجة محبة ومخلصة مثل أنهار.
وبعد انتهاء الليل، أرادات سهير أخذ الأولاد لينعم العروسين بليلة سعيدة دون إزاعاج.
ولكن تشبث سالم بملابس أنهار قائلا...لا انا مش عايز انام مع تيتا انا عايزة انام جمب ماما أنهار.
فصك زين على أسنانه بغيظ واكفهر وجه قائلا...يا حبيبى روح نام مع تيتا النهاردة وانا هاجى اخدك الصبح.
ليصدم زين عند سماعه قول أنهار....لا خليه ينام معانا يا زين.
انا خلاص خدت عليهم وعلى نومهم فى حضنى.
للتسع عين زين مرددا ببلاهة....نعم يا اختى.
وانااااا.
لينفجر فى الضحك محمد وعبد الرحمن.
ليأتى إليه محمد هامسا فى أذنه....أشرب يا معلم.
وافتكر انى حظرتك، بس انت مسمعتش كلامى.
زين بغيظ....شمتان فيه يا محمد.
محمد بضحك...انا برده يا هندسة، لا ميصحش.
بس صراحة اه شمتان.
من اللى بشوفه مع اختك.
ويلا بقا انا ماشى يا معلم.
وبتمنى ليك ليلة سعيدة مع الولاد.
فكاد زين أن ببطش به، لو أن هرب محمد سريعا من أمامه.
وخرجوا الواحد تلو الأخر.