رواية كاملة بقلم رانيا أبو خديجة من الفصل الاول الي الفصل الأخير ( احمد وسيرين )
الفصل الواحد والثلاثون
بعد مرور اسابيع في المستشفى عدت عليا انا وهي واحنا بنعد كل لحظة وثانية من الوقت اللي بيمر علينا وهي لسه في الحضانا بعيد عننا ... بس الحمد لله الدكتور بتاعها دخلنا النهاردة الصبح وقال مفيش داعي نروحولها النهاردة ومناحة كل يوم بتاعة سيرين تحصل لانها ببساطة هي اللي هتخرجلنا وطبعا حذرنا برقة ولطف التعامل معاها روايات رانيا أبو خديجة لانها لسه في فترة نقاهتها ... سيرين تقريبا قامت من مكانها لما سمعت الكلام دة ومن بعدها مقعدتش ... لقيتها قامت بسرعة وقلبها بيدق دق واصل لودني من الفرحة وحضرت كل حاجتها في شنطة عالخروج علطول...الدكتورة كانت كتبالها الخروج من اسابيع لكن هي اللي كانت رافضة تخرج من غيرها.
خلصت و ساعدتها في تحضير الشنطة ومن وقتها وهي رايحة جايه في الاوضة وكل ما تتعب تقعد تنهج شويه هي لسه اصلا حالتها الصحية مش افضل حاجه...دي لما تيجي تمشي لازم بعد تلات دقايق اسندها لتقع ...طاقتها لسة على قدها .....
الرواية حصري ل مدونه دار الروايه
اتنهدت بيأس منها وقومت احاول اقعدها....بان عليها التعب من القلق والتوتر
_ تعالي يا سيرين ...تعالي بس اقعدي كدة واهدي .
_ هما اتأخروا كدة ليه؟!!!
قعدتها على طرف السرير وقومت اجيبلها عصير جروب روايات رانيا أبو خديجة من التلاجة الصغيرة اللي في الاوضة
_طيب ليه احنا مستنيين هنا...انا كنت المفروض ابقى معاها
_ قولتله كدة قبلك ...امسكي اشربي دة ...بس قالي مينفعش اول لقاء ليها بيكوا وهي بين ايدين الدكاترة والفحوصات... كدة لا احنا هنتحمل ولا هما هيعرفوا يشوفوا شغلهم
اخدت بق صغير كدة من العصير ورجعت تتنهد تاني بزعل قربت منها واخدته من ايديها اشربها انا
_ خلاص بقى فات الكتير ما بقى الا لحظات نصبرها شوية كمان
بصتلي شوية بعدين حطت راسها على كتفي ...حاسس بيها من جواها بتعد الدقايق والثواني للقاها ...اتنهدت وانا بضمھا بدراعي ...ربنا واحده اللي عالم بيا وباللي جوايا والله ما يقل عن احساسها ولهفتها لرؤيتها وحضنها
الټفت بوشي ابص عليها لقيت وكالعادة دمعة هربانه من عنيها ...انا عارف ان اللي فات دة صعب عليها... مفيش ام بتولد طفلها وتقعد الفترة دي كلها لا تشوفها ولا تاخدها في حضنها عشان كدة عاذرها وحاسس بيها ...ضمتها ليا اكتر احرك ايدي على دراعها براحة
سمعنا خبطه خفيفة على الباب ...لقيتها قامت بلهفه من حضڼي اتجاه الباب ....لقيناه الممرضه داخلة علينا و شايلاها بين ايديها ملفوفة في بطنيه مديالها حجم اكبر من حجمها والدكتور جنبها
طبعا جريت انا كمان بلهفه عليهم لقيت سيرين اخدت منها البنت تشيلها بلهفة باينه في رعشة ايديها لدرجة اني حاولت اشيلها معاها لتقع منها وانا بدور بعيني في كل تفصيله في وش اصغر كائن ممكن اشوفة في حياتي....هي مالها صغننة قوي كدة لية ..ولا انا اللي شايف كدة... لقيتها بدءت تقرب منها بوشها وتبوس في كل حته فيه وهي بټعيط بعدين بصتلي وهمست بصوت مسمعوش حد غيري
ابتسمتلها من بين رغرغت الدموع اللي في عيني وقربت ابوسها وهي في ايديها ... بعدين بصتلها بترجي اني اشيلها انا المرادي واخدها في حضڼي... بصتلي برفض وتكشيرة الاول ...طبطبط بايدي على صدري بتوسل تاني فاخيرا سابتهالي بعد ما باستها و بهدلت وش البنت بدموعها دي
شيلتها منها وانا مش مصدق اني شايل حته مني.... صغيرة كدة بين ايديا... حركت صباعي على خدها الصغير الناعم دة ...وانحنيت ابوسها وانا من جوايا عايز احمد ربنا واشكره على سترة دايما معايا كدة ... وانها الحمد لله كويسة وبين ايديا زي ما كنت بحلم وبدعية الايام اللي فاتت
_ كفاية يا احمد ...هاتها بقى عشان خاطري
رديت عليها وانا بضمھا لحضني بعيد عن ايديها اللي عايزة تاخدها مني روايات رانيا أبو خديجة
_ لحظة بس يا سيرين ...لحظة بس و هدهالك
_ انت قولت دقيقه واحدة ...هاتها بقى والله ازعل
= يا جماعة براحة عالبنت شوية ...كدة ممكن تتخنق
بصينا احنا الاتنين على صوت الممرضه واخيرا حسينا ان في حد معانا في الاوضه .... لقينا الدكتور بيقرب وبيتكلم وعلى وشه ابتسامة في منتهى الهدوء
_ البنت لسه في فترة نقاهة ...وياريت يا استاذ احمد متنساش التعليمات اللي اتكلمنا فيها ...
بعدين قرب يبعدها شويه عن صدري وهي بين ايدي
_ ودايما تخلي نفسها بعيد كدة عن اي حاجز ... واي حاجة يا مدام سيرين تكلموني علطول خصوصا الفترة دي
الرواية حصري ل مدونه دار الروايه
هزت سيرين راسها بمعنى حاضر وبعدين قربت اخدتها مني تشيلها تاني
_ حاضر...حاضر ....أنا هعمل كل اللي تقولولي عليه والله
بعدين قربت تبوسها بدموع وعياط
_دي في عيوني والله...في عيوني
.....….......................
دخلنا الشقة و انا شايل الشنط وهي طبعا مبتسبش البنت لحظة واحدة ومن وقت ما خادتها بين ايديها وهي مش معايا خالص ...مركزة معاها بس.. شوية عياط مع عياطها زي ما تكون طفله زيها وشويه تحاول تضحكها وتلاعبها ...وكل ما البنت تكح كحه واحدة بس القيها بصتلي واخيرا اكتشفت وجودي وسالتني اذا كنا نرجع المستشفى او نكلم الدكتور يجلنا
يتبع