الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم رانيا أبو خديجة من الفصل الاول الي الفصل الأخير ( احمد وسيرين )

انت في الصفحة 65 من 88 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس 
_ احنا كل يوم بنتكلم عني ... خليني النهاردة اسمعك انتي .
_عايز تعرف إيه وانا اقولك؟!
_ بحكم شغلي في الكومباوند بقالي فترة ... كنت طول الوقت بشوفك لواحدك ... فين قرايب والدك و الدتك؟!
سكتت شوية... لأ كتير وبصت من البلكونة بشرود وحزن  وبعدين بصتلي
_ ماما مكنتش مصريه عشان كدة ملهاش قرايب في مصر وبابا ملوش غير أخ واحد بس دة بقى انا اللي مش عايزة أعرفه.

قالت كدة وبصت من البلكونة مرة تانية ... امممم واضح فعلا اني لسة معرفش عنها حاجة
_ لو مش عايزة تقولي عمك دة ضايقك في ايه مزعلك كدة ..انا مش هضايقك واسألك.
سكتت ... سكتت كتير ...فهمت انها مش عايزة تتكلم
وفاجاه بصتلي وقالت بأهتمام
_ صحيح ... ازاي متقوليش اول ما جيت على نتيجة الانترفيو .. 
_ لأ انا مدخلتش الانترفيو اصلا..
_ ليه ؟؟!!!
_ يعني تقدري تقولي اني بقى عندي  خبرة وعارف ان دخولي من عدمة مفيش منه فايدة.
_ ازاي ..مش فاهمه....
_ يعني تقريبا كنت عارف مين هيتقبل ومين ولا كأنه جه.
_ اهاا فهمتك.. طب متقدم على شركة تانية انت افكارك حلوة وجديدة وكمان السي ڤي بتاعك محترم واكيد إضافة لاي مكان.
_ انا تقريباً مسيبتش مكان الا وقدمت فيه ... بس التساهيل دي بقى بتاعت ربنا .
سكتنا تاني كنت طول القاعدة ببوصلها كالعادة وهي طبعا بتبص عالشارع وهي مبتسمة انا عارف ان شقتها في الكومباوند مكنتش ليها بلكونة لانها كانت دور أرضي كماان بحس انها مبسوطة ببساطة المكان هنا .. سبحان الله دة انا كنت قلقان للبساطة دي متبقاش مناسبة لواحدة زيها.
ابتسامتها جميلة وهي باصة عالشارع كدة .. قررت ابص اشوف ايه اللي خطڤ نظرها وابتسامتها ومخليها مركزة قوي كدة .. اهااا
_ شكلك بتحبي الاطفال قووي ؟!
ضحكت وهي لسه باصه من البلكونة
_ شايف الولد والبنت الحلوين دول ...  انا متبعاهم من بدري هما راحوا جابوا حاجة سوا من المحل دة وبعدين وقفوا ياكلوها مع بعض وفاجأة اتخانقوا ... وهو عشان يراضيها مد ايده يديها شويه من الكيس بتاعة بس شكله كدة كان بيشترط 
انها تديه حبه من كيسها  الاول و هي رفضت قامو اتخانقوا تاااني ... شكلهم قمرررر وهما مقموصين من بعض كدة.
خلصت وضحكت  ... ضحكت معاها على ضحكها ...بحككككك ...  يا بنتي بحبك واااااالله... اعمل ايه بس اكتر من اني بحبك ...رجعت تبصلهم تاني .. كنت ببصلها ومنبهر باندماجها معاهم ومتابعتها ليهم ... للدرجاادي بتحب الاطفال ... مش مصدق ان المفروض عليا اكون ابو الطفل اللي هي هتكون امه ... حاجة مكنتش حتى احلم بيها او اتمناها حتى في خيالي .. نفسي اغمض عيني وافتحها القيني ضمنت وجودها معايا و متسيبنيش 
…………………..................
دخلتها اوضتنا وانا شايلها بين ايديا برضه وعنيها الجميلة مفرقتش عنيا... شكراااا يااا سمااااح ..... كنت مديها ادوية كتير فنامت بسرعة ... حاولت انا كمان انام بس للاسف النوم كان طار من عيني ... اتعدلت وقعدت عالسرير وفضلت افكر ... يعني بعد أيام هتكون مراتي بجد قولا وفعلا ... رغم اني مش مصدق ان الجمال اللي نايم جنبي دة كلة هيبقى ليا بس حاسس انه حلم حلم وهيتحقق من غير اي تفكير .. معقولة يكون ربنا كان شايلهالي عشان تعوضني عن وحدتي اللي كنت عايشها
_ وحدة ايه اللي هي هتعوضك عنها ... فوق لنفسك هي عايزة منك حاجه معينة وبعد ما تحققها هتسيبك واكيد هتطلب الطلاق وميبقاش في اي رابط بينكوا
_ ازاي بس مفيش رابط .. والطفل دة هبقى انا ابوه وهي أمه ؟؟!!
_ وانت فاكر انه عشان الطفل دة هي هتوافق تبقى معاك ... تبقى اهبل ... اكيد هتفكرك طمعان فيها زي ماقالت عاللي اتقدمولها قبلك .
_ عندك حق .. هي اكيد هتفكر كدة عشان كدة خاېف اقولها حاجة اخسرها وتفهمني غلط ...
شايف نايمه زي القمر ازاي ... انا بحبها... بحبها قوووي ونفسي اقولها .. وتفضل معايا علطول... ايامي اللي فاتت كانت حاجة وبعد وجودها بقت حاجه تانيه...
لقيت نفسي ببصلها كتير هاين عليا أصحيها واقولها انا مش  هعمل إللي انتي عايزاه الا لما اضمن وجودك معايا بقيت حياتي ... بس لقيت اني بكدة هخسرها اكيد وهتحس انا قد ايه اناني وطمعان فيها .
اتنهد بكل الضيق اللي جوايا وفضلت اتأملها .. بحس انها بتبقى اجمل وهي نايمة ولا انا اللي بشوفها احلى !!
لقيت نفسي بميل عليها وحطيت ايدي على دراعها وقربت منها... كالعادة ريحتها بتسكرني ... بعدت شعرها الناعم اللي بقيت بحب المسه  عن وشها وقربت
_ سيرين ... سيرين
لقيتها نايمه وانفاسها منتظمة واضح ان العلاج تقيل عليها فعلا ... كملت همسى
_  سيرين ... عارفة انا نفسي اقولك ايه؟!!.. في الايام اللي فاتت دي انا اتأكدت اني بحبك .. بحبك قوي .. هو انا ينفع اقولك منسبش بعض وتفهميني صح ... ينفع ابننا اللي نفسك فيه ده يتربى مابينا ... طب ينفع ابوسك دلوقتى ؟!!!
ميلت فعلا عليها و حطيت شفايفي على خدها الناعم اول مرة اقرب منها ... حسيتها اتحركت بعدت ... ايه دة حرارتها ارتفعت تاني !!!!
قربت خدي المرادي من خدها عشان اتأكد .. يا خبر فعلا حرارتها عاليه جداا ...
قومت بسرعة وجبت ميا كلها تلج .... بس احط الكمادات فين مينفعش الچرح اللي في جبهتها ييجي عليه ميا ... افتكرت امي وهي بتعمل كمادات لينا واحنا صغيرين كانت تحط واحدة على جبهتنا و واحدة على بطننا عشان الحرارة تنزل بسرعة  وفعلا بعدت البيچامه عن بطنها وحطتها .... انكمش وشها بانزعاج من برودة الميا في الاول ... فضلت اعملها كمادات لحد ما حسيت ان حرارتها بقت افضل وفضلت جنبها مدة لحد ما نمت وانا قاعد جنبها ولسه محتاااار في امري ...

…...........................
كالعادة المنبة رن في معاد شغلة وانا كمان اتعودت اصحي معاه عشان احضرلة الفطار ونفطر سواا زي ما اتفقنا قبل كدة
لقيتة النهاردة نايم بعيد عني .. ايه دة هو نايم وهو قاعد كدة ليه وايه إللي جنبه دة ..
صحيته... قام وأخد حاجات الكمادات وډخلها المطبخ وجه أطمن على حرارتي وبعدين ساعدني اروح الحمام وحضر فطار بسرعة واكلنا و اداني علاجي قبل ما ينزل و بعدين سابني ونزل ....
واضح انه فعلا غيابة من الشغل صعب ... لدرجة انه يسبني تعبانه ويروح عادي كدة..... خلاص انا مش زعلانه عااادي يعني ...
ايه دة بعد ساعة بالظبط لقيت باب الشقة بيتفتح وبيدخل ومعاه حاجات للبيت
_ ايه دة ... جيت بدري قوي
_ انا كنت نازل بس عشان اخد اجازة عشانك و عشان فرح مريم .. انا لازم اكون في البلد خلال اليومين الجايين.
_ ايه دة هتسافر وتسيبني .
رد عليا وهو بيدخل الحاجات المطبخ وبعدين طلع يسندني لحد هناك
_ اكيد لا طبعا ... بس دة فرح اختي يعني اكيد هغيب هناك عشان كدة مينفعش اسيبك لواحدك كل دة .
_ اومال هتعمل ايه؟!
كان بدء يشتغل في حاجات الاكل اللي جايبها من بره بس فاجأة وقف وبصلي وهو ساكت
_ بصي انا كنت ناوي اوديكي الكومباوند تقعدي في شقتك لحد ما ارجع.. يعني هناك هكون مطمن عليكي عن هنا ..
وبعدين اتنهد وقال
_ لكن دلوقتي مش هينفع ومش هتقدري تقعدي لواحدك وانتي في الحالة دي والتعب دة ..  كمان انا هكون قلقان عليكي وانا هنااك .
لقيته كمل بتردد كدة وكانه متأكد اني مش هوافق
_ فلو يعني توافقي انك تنزلي البلد معايا نحضر الفرح سوا وبعدين نيجي يكون افضل..... لكن طبعا لو انتي مش حابة خلاص انا هلاقي حل تاااني .
_ لأ طبعااا انا عايزة اجي معاك واتعرف على اخواتك واشوف العروسة ...  انا حاسه اني هبقى احسن لو جيت معاك ... هتسافر امتى ؟؟!
لقيته ابتسم من حماسي .. وموافقتي.
_ يعني يومين كدة... على حسب.... لحد ما احس كدة انك تقدري تتحملي تعب السفر .
_ وانا بقولك اهو اني صاحية وحاسه اني افضل ...
ابتسملي وبعدين الټفت يكمل اللي كان بيعملة وانا قاعدة بتفرج عليه.
................................
برغم اني بقيت احسن وفكيت الرباط اللي كان في رجلي لكنه برضه اصر يشلني وانا بنزل السلم عشان رجلي مترجعش تألمني تاني .... ساعدني اقعد في العربية وبعدين حط الشنط فيها ... دي العربية اللي هو اصر انه ياجرها نسافر بيها مع اني اتحايلت عليه نروح بعربيتي لكنه رفض وقالي مينفعش

معرفش ليه مينفعش ....فيها ايه يعني نروح بعربيتي.. واخيرا طلعنا بالعربية رفعت عيني وبصيت للبلكونة والشقة وكاني بقولها باي باي هتوحشيني على ما أرجعلك ... ياااه بقالي كام يوم بس عايشه هنا لكني ارتبط بالمكان جدااا .
بلدهم دي بعيدة قوي فضل يسوق كتييير لحد ما اخيرا وقف في مكان بسيط حواليه اراضي زراعية من كل مكان .. كل بيت تقريبا قدامه او وراه ارض مزروعه ... البيوت هنا شكلها مختلف مش بالوان ولا ديكورات زي بتاعتنا بالعكس دة واضح انها معمولة من التراب والميا حتى بيبانها مختلفه من الخشب القديم ... بس منظر البيوت والاراضي الزراعية حواليها كدة شكلها جميل ومريح لاقصى درجة .... وقف بالعربية ونزل وساعدني انزل قدام واحد من البيوت دي
ايه دة في ايه!!!! ... كان في اتنين ستات واقفين واحدة منهم ماسكة حديدة بتحرك فيها عشان تنزل ميا من الناحية التانية والتانية ماسكة حلة كبيره تنزل فيها الميا... بس الغريب انهم سابوا اللي بيعملوا وفضلوا يبصولي بطريقة غريبة قوي .. ايه دة هما مالهم دول بيبصولي كدة ليه  خلوني ابص يمكن اكون فيا حاجة غريبه ...هو انا لبسي ماله انا لابسه هدوم كويسة مش وحشه ولا يمكن عشان مش شبهم ..الله لبسهم فعلا شكلة مختلف بسيط بس حلو قوووي ... كان احمد بيخبط عالباب الخشي ومستني اللي يفتح ولاحظ اني مركزة معاهم فبصلهم ولاحظ نظرتهم .

راجل لابس جلبية هو اللي فتح الباب
_ اهلاااا .. ازيك يا احمد يا ابني ... يا مراااحب .
_ ازيك يا عم متولي .. عامل ايه
_ الحمد لله يا حبيبي.. اتفضل اتفضل .
دخلنا فعلا وانا مش فاهمة حاجة خالص .. ومين دة ..هو قريبة ؟؟!
بصلي لحظه وبعدين بعد عينة عني باحترام وقال
_ أهلا بيك وبضيوفك .
اتكلم احمد واحنا لسه واقفين
_ دي سيرين يا عم متولي ... مرااتي .
_ أهلا بيكي يا ست الكل... ومبروك يا احمد اتجوزت امتي واحنا منعرفش كدة.
_ مش دي المشكله يا عم متولي ... دلوقتي بنتك سماح مدت ايديها على مراتي وضړبتها واتسببت لها في چرح في دماغها والتواء في رجلها بدون حتى متعرف مين دي لمجرد انها شافتها في شقتي
يا نهاااار ابيض بقى دة بابا البنت اللي ضړبتني !!!!
_ ايه الكلام اللي بتقوله دي يا احمد يا ابني بقى سماح تعمل كدة وبعدين سماح سماح شافت مراتك امتى وايه إللي هيجبها شقتك ... عيب يا ابني قول كلام غير دة.
_ لو مش مصدقني ناديها اسالها .
فعلا نادى قال سماااااح ... ايه دة هي دي فعلا البنت اللي ضړبتني انا فكراهااا... ايوا واتفاجأت اهي لما شافتني مع احمد هنا ... ايه دة هي بتبصلي كدة ليه ..  لقيت نفسي بقرب من احمد وبستخبى فيه وبقول بصوت عالي
_ ايواااا يا احمد .. هي دي ... هي دي اللي اتهجمت عليا في الشقه .
حط ايدة عليا وضمني وهمسلي
_ مټخافيش .. انا معاكي .
_ تعااالي يا سماااح. .. انتي روحتي شقة الاستاذ احمد امتى ؟؟؟!
مالهاااا خاايفه كدة ليه دي حتى مش عارفه تتكلم
_ يا أبا .. يا أبا انا كنت راحة مع خالتي ام احمد عشان يعني نقوله ينزل ع عش عشان فرح مريم.
_ وانتي مااااالك ... تروووحي لشقة راااجل غررريب ليه وبأي حجه يا بنت ال.....
اوبسسس... دة ضربها ... ضربها زي ما ضړبتني وشدها من شعرها زي ما شدتني هو الراجل ده كان معانااا ولا ايه ... يا مامي انا خاېفه ... لقيتها بتبص لاحمد تستعطفه يبعد عنها باباها 
بس احمد فضل واقف يبصلها شويه وبعدين سابني و قرب يبعده عنها
_ خلاص يا عم متولي .. انا مكنتش اعرف انها كمان مش معرفاك انها جت مع امي .
_ سيبني يا احمد يا ابني دي بت قليلة ربايا اصلا ... سيبني اربيهااااا .
_ خلاص خلاص... انا بس سكت علي حصل لمراتي عشان حق الجيرة وقولت ارد عليك برضه .
_ حقك عليا يا احمد يا ابني ... حقك عليا يا بنتي دي بت قليلة ربايا وانا هربيها .. متأسفين ليكي يا ست الكل.
خرجنا من عندهم .. رغم اني عمري ما حبيت اشوف حد في موقف سئ ابدا زي ما شوفت سماح دي دلوقتي.. بس حسيت ان حقي رجعلي وانها اضربت زي ما ضړبتني بالظبط واكيد ايد باباها اتقل ... انا اصلا كنت خاېفه منه .
ايوا أهووو دة اللي انا خاېف منه وعامل حسابة ... كنت ركنت العربية قبل ما ندخل بيت ابو سماح و قولت نمشي لحد بيتي وواضح انه كان قرار غلط .... البلد كلها تقريبا متنحالنا ... ازاي ماخدتش بالي ان دة طبيعي يحصل وانا ماشي معاها هنا ... كانت لابسة لبسها العادي ... بس النهاردة كانت حلوة زيادة عن اللزوم في فستانها الابيض دة جاي لبعد ركبتها بشويه مع كوتشي ابيض .. وكاب مداريا بيها الچرح وخلتني الملها شعرها في ديل حصان مرفوع طويل ... كانت كالعادة زي القمر وليهم حق الناس تتنحلنا كدة ... ياريتني كنت دخلت بالعربيه لحد البيت بس مكنش هينفع والعربية متدخلش جوا كدة اصلااا ... ضغط على ايديها اللي في ايدي پغضب من النظرات إللي هتاكلها ... بصتلي وحست پغضبي
_ حمدالله عالسلامه يا أستاذ أحمد ...
_الله يسلمك يا خاله
_ حمدالله عالسلامه يا استاذ احمد ... اوماال مين اللي معاك دي .
ضغط على ايديها زيادة و سرعت في مشيتي  رغم الم رجليها اللي لسه بتزك شويه كنت عايز اوصل بيها البيت في غمضة عين .
يتبع

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 88 صفحات