السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

من غير ماتشوفها واخت متعرفش عنها حاجة وانت تعرف انا حاسس بإيه دلوقت.
طالعه أدهم بعتاب قائلا
_بس ليك أم عايشة هتموتها بحالتك دي.. والأخت اللي بتتكلم عنها محتاجالك ياخالد.. كل لحظة بتضيعها ممكن تكون آخر لحظة ليها.
ليتنهد قائلا
_مش ممكن تكون خالد اللي عرفته طول حياتي..اللي كان بيساعد الغريب قبل القريب دلوقتي لما أخته احتاجته اتخلى عنها عشان كلام تافه وملوش أي لازمة.
ظهر الصراع على وجه خالد وهو يقول
_انا متخليتش عن حد.. انا.. انا...
_انت ايه ها مجروح الوقت قدامك هيداوي چرحك ويطيبه وبسهولة جدا طول ماحواليك ناس بتحبك وواقفة جنبك لكن أختك دي مقدمهاش وقت.. مابين لحظة والتانية هتستسلم للمۏت و قلبها هيقف ووقتها صدقني مهما بكيت مش هترجعها ومهما عملت مش هتقدر تمحي ذنبها اللي هيطارد ضميرك طول العمر.. فكر ياصاحبي بس ياريت تفكر بسرعة لان الوقت أكيد مش في صالحك.
___________________
قالت نبيلة بهلع
_يعني ايه الكلام اللي بتقوله ده يادكتور
_زي ماقلتلك ياست نبيلة حالة هند بتدهور ولو ملقيناش متبرع في أسرع وقت فأنا آسف مضطر أقولك انها مھددة بالمۏت في اي لحظة.
شهقت صفية وهي تضع يدها على فمها تكتم صړخة ملتاعة بينما رددت نبيلة باڼهيار
_ياحبيبتي يابنتي.. ياحبيبتي يابنتي.
_المتبرع موجود يادكتور أنا مستعد أعمل الفحوصات علطول.
استداروا يطالعون المتحدث ليظهر الأمل بعيون صفية وټغرق الدموع عينا نبيلة وهي تطالع ابن أختها الذي وقف بهدوء يصحبه شابا في مثل سنه او أكبر قليلا وسيما بدوره قمحي البشرة أسود العينين تظهر الطيبة على ملامحه بينما قال الطبيب بحيرة
_حضرتك مين
قالت نبيلة بفخر
_ده يبقى خالد.. أخو هند الكبير يادكتور.
يتبع
الفصل السابع 
كانا يستلقيان على سريرين متباعدين بعض الشيء تتصل أجسادهم ببعض الأسلاك التي تربطهم بأجهزة قياس مؤشراتهم الحيوية بينما تتطلع إليهما قلوب حملت لهما حبا من خلال نافذة الحجرة حيث منعهم الطبيب من الدخول يكتفون بمشاهدتهما على أمل أن يستيقظا قريبا ويعيدا لهم أنفاسهم المأخوذة خوفا وقلقا.. خرج الطبيب إليهم بعد فحص هند وخالد قائلا ببشر ما ان التفوا حوله
_أحب أطمنكم ان العملية نجحت ووضع المړيضة وأخوها كويس جدا الحمد لله.
قالت منيرة من خلال دموعها
_لما خالد وضعه كويس زي مابتقول يادكتور ليه مفاقش لحد دلوقتوهند كمان مفاقتش.
_خلوني أفهمكم.. في العملية بندخل حقنة كبيرة لعضم المتبرع وبناخد أجزاء من نخاعه اللي غالبا بتبقى من عضم الحوض ودي حاجة مش سهلة طبعا وممكن تأثر على المتبرع وأنا فهمت الكلام ده للأستاذ خالد قبل مايخضع للعملية.. زي ألم في الضهر مكان الحقنة صعوبة في المشي دوخة رغبة في القيء فقدان شهية بس الأعراض دي كلها هتروح بعد كام يوم وهيستعيد المتبرع نشاطه الكامل في خلال كام أسبوع..مسألة فوقانه دي وقت ممكن دقايق ساعات أو ليلة بالكتير.. هو هيفضل هنا تحت الملاحظة لمدة ٤٨ ساعة و لازمله طبعا الراحة التامة.
نكست منيرة رأسها پألم وكادت أن تسقط أرضا فأسندها أدهم على الفور ومشي بها تجاه المقاعد المواجهة لغرفة العناية المركزة ثم أجلسها بينما يردف الطبيب
_ أما بالنسبة للمريضة فنفس الكلام هتفوق اول ماجسمها يتأقلم مع وضعه الجديد لازم ناخد بالنا منها الفترة الجاية لان مينفعش تصاب بالعدوي اللي هتأدي لفشل عملية الزراعة أو ممكن تتلف عضو تاني في الجسم لا قدر الله زي القلب أو الكلى وفي بعض الأحيان.. الۏفاة.
قالت نبيلة بلوعة
_ياحبيبتي يابنتي.. كان مستخبيلك ده كله فين
_متقلقيش ياست نبيلة بإذن الله مدام هند هتكون بخير أنت بس ادعيلها.. وبعد اذنكم مضطر أمشي عشان ورايا عملية تانية.
قالت صفية
_اتفضل يادكتور.
ذهب الطبيب بينما جلست نبيلة على أقرب مقعد تردد
_اللهم اني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه.
ربتت صفية على كتفها قائلة
_خلاص ياماما اهدي.. الدكتور قال منقلقش ربنا زي مابعت اللي ينقذها في اللحظة الأخيرة قادر يكمل شفاها على خير.
_شوفتي ياصفية.. هي ياقلبي هنا بين الحيا والمۏت والبيه طليقها بيتجوز النهاردة ولا على باله.. منه لله.. خدها وردة مفتحة ورماها بعد ماقطفها وداس عليها بجزمته بس ربك المنتقم الجبار اللي ميرضاش بالظلم.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياعادل ياابن نجية.. حسبي الله ونعم الوكيل.
كان أدهم يستمع إلي كلمات السيدة نبيلة فحانت منه نظرة إلى المرأة النائمة كالملاك جوار صديقه شعر بالشفقة عليها.. كيف يمكن لفتاة كهذه التي يحكون عنها منذ أيام ان يتخلى عنها زوجها الحقېر حين احتاجت إليه كيف طاوعه قلبه ليبعث لها بورقة طلاقها حين احتاجته سندا في أزمتها كيف لرجل تجري دماء الرجولة في عروقه أن يفعل شيء بغيض كهذا إن لم يكن يحبها حتى فأين آدميتهمايجعل الإنسان مستحقا لهذا اللقب العظيم هو قلب لن يتخلى عن إنسان يمر بأزمة.. مابالك أن يكون هذا الإنسان في كنفك
ستسأل عنها أمام الله ولن تستطيع أن تقول كنت لها سندا ووطنا لإنك حقا كنت ظالما جبارا عتيا.
_____________________
دلف إلى الحجرة فوجدها تأكل ابتسمت قائلة
_معلش سبجتك ياسي عادل أصل مكلتش لجمة من صباحية ربنا يلا تعالي سمي الله وكل معايا.
هز رأسه رافضا بأدب قائلا
_مليش نفس ياوردة كلي انت وأنا هشرب سېجارة في البلكونة على ماتخلصي.
هزت رأسها فتوجه إلى الشرفة ووقف هناك يطالع الطريق أخرج علبة سجائره وأشعل إحداها ينفث دخانها بمشاعر تجتاحه منذ تركها هي مزيج من الندم والمرارة والذنب مشاعر تتعاظم بداخله كل يوم رغم أن كلمات والدته وتذكيره بما كانت تفعله هند بها من وراءه يبعدونها بعيدا عن تفكيره ولكنها تعاود للظهور ماان يختلي بنفسه حتى أنه أسرع بالزواج من ابنة عمه حتى يجد فيها مخدرا لهذه المشاعر فإذا بموقف بسيط كالذي حدث منذ قليل يعيد إليه مشاعره بقوة ويجعله رغما عنه يقارن بين هند ووردة فالأولي لم تكن لتضع لقمة في جوفها دونه تنتظره وإن طال غيابه.. تجد في إطعامها إياه وإطعامه إياها حبا كما اعتادت ان تقول.
_سي عادل أني خلصت.
تنهد ثم ألقى باقي سيجارته من الشرفة يغلق بابها متجها إلى زوجته يأمل بمرور الأيام أن ينسى هند ولكنه وجد نفسه يتساءل في هذه اللحظة عن أحوالها ليشعر بذنب يجتاحه الآن وهو يدرك أنها بالتأكيد ليست بخير.
________________
_ياماما بټعيطي ليه بس ماانا كويس قدامك أهو وزي الفل.
طالعت منيرة خالد الذي يقف أمامها بعيون أغرقتها الدموع قائلة
_مش قادرة أصدق ياابني انك واقف قدامي بجد اليومين اللي فاتوا مروا عليا زي مايكونوا سنين وانا مستنية أشوفك مفتح عنيك وقادر تمشي من تاني.
أمسك خالد يديها بين يديه بحنان قائلا
_مش انا طمنتك قبل العملية والدكتور كمان يبقى ليه القلق بس
_اعذرني ياابني أنا أم ولما ما فقتش علطول بعد العملية خفت أكون خسرتك ياحبيبي.. انت عارف انت غالي ازاي بالنسبة لي مش كدة ياحبيبي
ابتسم بحنان قائلا
_أكيد عارف ياحبيبتي.
تركها وعاد ببطئ إلى سريره قائلا
_بس خليني اقعد حبة لاني مبقتش قادر أقف.
_هندهلك الممرضة تديك المسكن....
قاطعها قائلا
_ملوش لزوم مبقتش محتاجله.. صحيح هو أدهم فين دلوقت
مسحت دموعها وهي تقول
_هناك مع الست نبيلة وبنتها بيشوفهم لو محتاجين حاجة.
_سامعكم جايبين في سيرتي.
قالت منيرة
_بالخير ياابني طبعا.
ابتسم بينما يطالع
10  11 

انت في الصفحة 10 من 21 صفحات