الخميس 28 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

انت في الصفحة 17 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

الأمور هتوصل لكدا .
نظر له الضابط وتحدث 
جايز بردو على العموم أنا خلصت كدا معاكم .
قال والدها بعد أن كان يلتزم الصمت
هو إيه اللي هيتم دلوقت .
رد الضابط بعمليه شديدة 
هيتحبس أكيد لأن الفيديو دليل عليه وموضح كل حاجه وكمان شهادة بنت حضرتك ومنذر ولا حضرتك مش هتشتكي.
قال والدها بانفعال 
ده أنا لو أطول اخنقه بأيدي مش هتأخر ده كان هيكسر بنتي تقولي مش هشتكي ده أنا عايز يعفن في السچن علشان يعرف إن الله حق وميلعبش ببنات الناس .
هز الضابط رأسه بتفهم ثم أشار لهم بالخروج نظر لهم مروان بتساؤل 
ها عملتوا إيه.
أجابه منذر بهدوء 
حكينا اللي حصل طبعا هما لسه محققوش معاه .
سيادته رافض يتكلم من غير المحامي وأنا كلمت أهله وهما على الطريق متقلقوش مش هيعرف يخرج منها روحوا دلوقت وارتاحوا .
نظر محمد والد هاله إلى مروان

________________________________________
قائلا بشكر 
بشكرك على وقفتك دي وإنك تسلمه بنفسك للبوليس ومقدر تعبك حقيقي تسلم .
ابتسم مروان قائلا بحرج 
هاله زي بنتي وبعدين عندي اللي زيها ربنا يسترها على ولايانا .
آمين .
أكمل حديثه وهو ينظر إلى هاله التي لا تزال تبكي 
هاله يا بنتي ركزي في مذاكرتك وسيبي الموضوع ده عليا وبعون الله مش هيخرج منها .
ابتسمت في وجهه وهي تمسح دموعها باصبعها .
.............................................
كان الصمت مسيطر عليهم بعد خروجهم من قسم الشرطة رأت هاله مقعد على زاوية في الطريق فتقدمت نحوه ثم جلست عليه بتعب بينما توجه منذر إلى أحد محلات السوبر ماركت ليشتري بعض الاشياء في حين جلس محمد والد هاله بجوارها وهو يلف ذراعيه حول كتفيها وهي تستند برأسها على كتفه تبكي بصمت بينما والدها يربت على كتفها بحنان ثم قال بعد صمت 
هاله الحي وان ده كان يقصد إيه بكلامه وصور إيه دي اللي بيقول عليها وعايز ينشرها.
خفق قلبها بشدة وتوترت أنفاسها بقت صامته لبضع ثواني ثم هتفت بنبرة مهزوزة 
بابا ...الموضوع إن ....
قطع حديثها منذر وهو يمد يده بزجاجة مياة فرفعت عينيها له لثواني قبل أن تخفضها سريعا صوب يديه ثم أخذت منه الزجاجه وارتشفت القليل منها فقال منذر وهو يمسح ما بين عينيه بإرهاق
يالا يا عمي ولا لسه فيه حاجه.
نهض محمد وحدق بهما لثواني قبل أن يشيح ببصره عنهما وقرر بداخله أن يستفسر من ابنته أولا فابتسم قائلا 
لا يابني يالا نروح !.
...............................................
كادت تذهب إلى غرفتها وهي تتنفس بعمق ولكن صوت والدها استوقفها وهو يضيق عينيه متسائلا
هاله استني يا بنتي مكملناش كلامنا في حاجه كنتي هتقولي لي عليها .
اردفت هاله بنبرة متعبه وهي تتهرب منه
بابا أنا مرهقه جدا ومحتاجه انام علشان أركز في المادة اللي جايه.
نظرت له زوجته بأعين متسائلة 
في حاجه ولا إيه مش خلاص قدمتوا الإفادة والاستاذ طمنك إنه مش هيخرج منها عايز من البنت إيه سيبها ترتاح اللي حصل مش سهل بردو .
نقلت هاله نظراتها ما بينهما حتى تنهد والدها وأشار لها بالذهاب فدخلت إلى غرفتها ارتمت على فراشها وانكبت على وسادتها بالبكاء وهي تنتفض بشهقات خافته.
..............................................
بعد مرور ثلاثة أيام
كانت تحرك القلم في يدها بشرود بعد أن انتهت من حل جميع الأسئلة انتبهت على صوت المعلم يعلمهم بما تبقى من الوقت مسحت هاله ما بين عينيها وبدأت بمراجعة إجاباتها ثم نهضت وسلمت ورقتها .
وما إن خرجت كان منذر قد سلم ورقته هو الآخر وخرج خلفها رآها تجلس على إحدى المقاعد في حديقة المدرسة فتوجه إليها وسألها بحنان يفيض من نبرة صوته 
مالك .
همهمت هاله بحزن وبلا شعور غزت الدموع عينيها
مفيش .
نظر منذر لحالتها تلك ولم يخفى عليه بحتها الباكيه ليقول بلطف 
لا فيه بټعيطي ليه دلوقت الموضوع خلص ....
قاطعته هاله وهي تردف بضيق شديد
لا ما خلصش لسه أنت عارف بابا سألني إيه من تلت أيام وأنا بتهرب منه ومش عارفه أرفع عيني في عينه .
بتتهربي منه ليه وسؤال إيه ده اللي سالهولك.
مدت هاله أناملها تمسح دموعها وهي تردف بينما تنظر إلى عينيه 
سألني عن كلام إسلام وأنا معرفتش أقوله إيه .
استوعب منذر حديثها فمسح على شعره وهو يقول 
تقولي اللي حصل ومټخافيش من حاجه دي كانت رد فعل مش أكتر وأنت متقصديش حاجه ومفيش

________________________________________
حاجه تخليك توطي رأسك يا هاله .
عايزني أقف قصاده أقوله إيه إني بحبك مثلا وإني بضحك على أهلي وخونت ثقتهم فيا اكدب على بابا واقوله إن مفيش حاجه وهو فيه للأسف حتى لو من ناحيتي بس أنا مش عارفه أنت عملت فيا إيه .
دار ذلك الحديث بداخل هاله التي بقت تنظر له بصمت لثواني ثم پبكاء قالت وهي تنتفض 
أنا مقدرتش أقوله صعب .....
قاطع حديثها صوت نرمين وهي تنادي على منذر فتحدثت هاله وهي تنهض تحمل اشيائها 
الحبوبه بتاعتك بتنادي يالا روحلها لحسن تزعل منك سلام ولو شوفت جنات وسهام قولهم إني مشيت.
ابتسامه لطيفه اعتلت محياه وهو يقول بمرح 
أعتبرها غيره دي .
ارتبكت هاله من نبرة صوته فهتفت بما جال في خاطرها 
وأنا أغير عليك ليه براحتك اعمل اللي يريحك .
ابتسم منذر بسمة لم تصل لعينيه وهو يقول 
عندك حق المهم ما تمشيش إلا مع صحباتك جنات جايه أهي .
أتت جنات والقت عليهم السلام فاستأذن منذر وذهب حينها كانت عيني هاله تتبعانه بقلب تخفق دقاته بقوة .
بدأت جنات تتحدث عن الامتحان كالمعتاد وهاله في عالم ثاني حيث منذر توقفت جنات عن استرسال الحديث وهي تقول بعيون ضيقه 
بت يا هاله أنت بتحبي منذر .
توسعت حدقة عيونها وهي تردف بتلعثم
إيه بتقولي إيه أنت .
ردت جنات وهي تضم يديها إلى صدرها
بقول اللي شايفاه في عيونك هاله إحنا مش هنخلص من المراهقه دي بقى يعني من فترة كان إسلام ودلوقت منذر بجد مش معقول .
بحزن شديد أجابت هاله وهي تمسح على عينيها
مش مراهقه آه منكرش إني أعجبت بإسلام اللي ميستحقش أي حاجه أصلا وقد إيه کرهت نفسي بسببه وندمت على أي مشاعر حسيتها تجاهه حتى لو كان مجرد إعجاب عابر أنا خلاص اتعلمت درسي ومش هضيع مشاعري في كلام فاضي بس قلبي واجعني أوي يا جنات أنا المرة دي واثقه من مشاعري ناحيته بس خلاص فايدتها إيه وهو بقى في حد في حياته .
وضعت جنات يدها أعلى كتف هاله وقالت وعينيها عليها 
هاله أحسن حاجه علشان تتخطيه قللي احتكاك معاه أنت مش كنتي حكتي لي إن باباك شاكك في حاجه بينك وبينه ولو حاجه زي دي حصلت صورة منذر هتتهز في نظر والدك فبلاها هو بيحترمه وبيعزه كأنه ابنه وكمان علشان متثبتوش كلام إسلام بس أنت ليه موضحتيش الأمور لوالدك افرضي سأل منذر.
تنهدت هاله بحزن وهي تقول بنبرة باكيه
عارفه الكلام ده يا جنات بس مش بأيدي مبقدرش ما افكرش فيه بحبه ڠصب عني أنا اتحرجت احكي لبابا خصوصا إن عيوني هيفضحوني قدامه أفضل حل يسأل منذر أهو حتى مبيحبنيش فهيكون صادق لما ينكر العلاقه دي لكن أنا مقدرش أقف قدام والدي واكدب وأنا في الحقيقه بعشق منذر .
تطلعت جنات صوب السماء للحظات ثم عادت ببصرها إلى هاله قائلة بعد تفكير 
الموضوع كل مدى بيتعقد أكتر مش عارفه أقولك إيه صراحه .
نظرت هاله حولها للحظات ثم قالت بحزن 
بس أنت صح قولي لي أعمل إيه واحافظ على مشاعري ونفسي .
ابتسمت جنات بلطف وهي تقول بنبرة حانيه 

قربي من ربنا وصلي كتير التزمي بصلاتك وادعي الله بخشوع إنه يطهر قلبك ويحفظه من هوى النفس والشيطان وكل الأفكار السيئة وادعي إن كان خير ليك ف ربنا يجعله من نصيبك يا حبيبتي بس

________________________________________
راعي الله في كل خطواتك يا هاله وربنا يقرب البعيد أنا عارفه إنه صعب عليك بس معلش خلينا واقعيين منذر مش أخوك فاتعاملي على الأساس ده اجتنبيه تماما وبطلي عيونك تلاحقه في كل مكان احتفظي بحبك في قلبك مش لازم يظهر قدام الكل كدا .
بادلتها هاله البسمة بأخرى وهي تردف بحب 
هاعمل كدا إن شاء الله بس مش هقدر أبطل أحبه المتخلف ده .
ضحكت جنات مردفة 
محدش قالك بطلي تحبيه بس بينك وبين نفسك وبس وزي ما قولتلك جربي تبعدي يعني كلامكم يبقى بحدود وفي أضيق الظروف مثلا .
...............................................
كان عائدا من عمله بعد يوم عمل شاق عندما استوقفه أحدهم وهو يشير إليه ليقترب منه ابتسم محمد وهو يمد يده ليصافحه قائلا بنبرة هادئة
عاش من شافك يا سمعه إيه يا عم الغيبه دي .
بادله المصافحه وهو يقول بهدوء 
معلش بقى أشغال الدنيا تلاهي يا عم محمد بس أنت ليه مقولتليش يا راجل أنت بقى أسمع من الغريب .
ضيق محمد عينيه و هو يطالعه باستغراب قبل أن يسأله 
مقولتلكش إيه.
ضحك المدعو ب سمعه وهو يقول
إنك خطبت للدكتورة .
الذهول فقط ما اعترى ملامح محمد وهو يرد عليه بنفس النظرة 
الدكتورة وهو أنا عندي دكاترة وأنا معرفش بتقول إيه يا اسماعيل .
صمت المدعو ب اسماعيل ثم قال بعد لحظة صمت
أقصد آخر العنقود مش هي هاتبقى دكتورة إن شاء الله .
أها إن شاء الله قول يارب ربنا يكرمها بس هاله لسه صغيرة على الكلام ده خطوبة إيه أنت بتهزر يا اسماعيل .
تهدل كتفي اسماعيل وهو يقول 
اللي سمعناه إنها هي وابن ماجد لبعض يعني وأنكم مستنيين أما يروحوا الجامعه .
رد محمد پصدمه 
أنت قصدك منذر .
أومأ اسماعيل بهدوء ثم تابع 
أيوه منذر هو أصلا والله واد جدع وانتوا مش هتلاقوا زيه وأهم متربيين سوا .
استنى بس كدا ما تاخدنيش على مشامي منذر أنا بعتبره ابني اللي مخلفتوش وهو أخ لبناتي وعمرنا ما فكرنا في الموضوع ده طول عمرهم أخوات إلا أنت سمعت الكلام ده منين .
أشار اسماعيل إلى تلك القهوة القريبة وهو يقول 
طب تعالى نشرب كوبيتين شاي واحكيلك واحشني يا صاحبي.
ابتسم محمد مرددا 
وأنت والله تعالى يا سيدي .
بعد أن استقروا على مقاعدهم هتف اسماعيل مخاطبا صبي القهوة 
اتنين شاي يا درش .
أشار الصبي على عينيه وهو يقول 
من عيوني يا
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 29 صفحات