رواية راائعة للكاتبة سارة منصور بعنوان..( المتحول الوسيم )
الصغيرتان يراقبونه حتى لمح أن أباه اشار اليهما أن تذهب ليلعبوا معه ومع أصدقائه
اسرعت الفتاه ذات الفستان القصير اليهم والفتاة الاخرى تتابعها بالخطى لكن ببطئ حتى وصلت اليهم ووقفت تنظر بدون كلمه واحدة
كانت عيناه لاتترك صاحبة الشعر القصير وينظر اليها فقط حتى أنه لم ينتبه الى هذا الحجر الكبير الذي جعله يقع على الارض ويصطدم به
والفتاة الاخرى ذهبت مسرعة تطمئن عليه وتربت على ظهره وتمسك بيديه حتى يقف على قدميه
_ معلشي أنت كويس
مال رأسه بايجاب وهو ينظر الى تعبير وجهها الساحرة وعيناها النابضة بالبراءة رغم صمتها وعبوس وجهها الدائم الا أنها جميلة خلابة جعلت قلب الصغير يخفق بحرارة
_ بابا أنا عاوزها عرو
_ أدم ياحبيبي شوفت اسلام ابن عمك أكرم
قالها والده مقاطعا لكلماته لتنقلب معالم أدم الى الصدمة فنظر الي تلك الفتاة مرة أخرى لينتبه أن تلك الفتاة ترتدي لباس أولاد ولا تضع قرط فى أذناها
_ انت ياولد تعالا اعتذر حالا من ابن عمك
انا اسف يااسلام ياحبيبي هعقبه بس لما يرجع
الصغير اللى فيهم بس اللى مغلبني بتصرفاته معلشي ياست رحمة
عاد أدم مسرعا الى الفتاة الاخرى وهو ينظر اليها بضيق ويقول
_ لا أنا حلوة قالتها تلك الصغيرة بدلال ثم أردفت
أنت أدم ابن عمه ناجى أنت شكل مامتك خالص أنا اسمي لبني
_ اسمك وحش معتيش تيجي عندنا أنت ولا الولد اللى هناك دا
تنهد وهو يتقلب على الفراش بجانب زوجته ويتذكر ايضا وهو ينظر الى ملامحها وهى نائمة أنها كانت تجيد التعامل معه فى سنوات الشباب حتى نجحت فى الوصول اليه بسهولة
_ لبني
همس بها وهو يتذكر البارحة عندما وجد هاتفها ينبه باشعار رساله تظهر على الشاشة بان حسابها البنكى زاد سبعمائة الف
العدد نفسه الذي أتهمت به ياسمين بسرقته
هو لم يجعلها بحاجة الى المال أبدا فلما تسرق منه
قام من فراشه وخرج من شرفتة بهدوء
الى الشرفه التى بالاسفل
صدم عندما رأى الفراش فارغا والساعه تتجاوز الواحدة صباحا نظر يميا ويسارا وبحديقه المنزل
لايوجد أثر لها فى أى مكان جاء فى خاطره أنها ربما هربت
فهرول الى خزانه ملابسها يتصفح ان كانت فارغة لكن كل شئ فى مكانه قلب الفراش ليبحث عن المال مرة أخرى ليراه كما هو
فى تلك اللحظة تسرب الي تفكيره
جبتي الفلوس دي منين ياياسمين
زفر طويلا واردف
اكيد من رامى هو الوحيد اللى بتمشي معاه
انارت بعيناه شعلة زادت وهجها أكثر فاخرج هاتفه وعقله ينسج له ردة فعل رامي عندما تخبره أنها فتاة
تنهد پغضب وهو يري هاتفه خاليا من رقمها فاسرع بطلب رامي عدة مرات ولم يجيب
ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى
_ خييير فى حاجه
قالها رامي وهو يقود سيارته فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة
فقالت ياسمين وهى تتنهد
_ مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي عمى هيقول عليا ايه لو عرف
_ مالك يابني خاېف كدا ليه وعمك هيقول ايه يعني غير أنك مع صحابك
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد
لم تتوقف عن أكل شفتاها من القلق والنظر فى عقارب الساعه فى شاشة السيارة حتى تسرب اليها شعور النوم
وبعد عدة ساعات
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا يمتزج مع رائحة الصباح تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر
_ اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى أنت فاهم هتفت بها ياسمين الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته
_ أمسك التلفون دا عشان اعرف اوصلك
_ ايه دا لا طبعا مش عاوز أنا كنت هشترى اساسا
_ بس بقي ياعم أمسك ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه
ابتسمت ياسمين وهى تنظر اليه وتميل رأسها بايجاب
وبعد أن خرجت من السيارة تابعها رامي بغرابة وهو يقول
_ أمرك عجيب يااسلام بس لازم عيوبك دي تتصلح
هتف بكلمته الاخيرة