الأربعاء 27 نوفمبر 2024

نوفيلا راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول... ( إرث العادات )

انت في الصفحة 8 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


كأنها
كأنها تودعه. 
تحركت يديها لتلمس أصابع قدمه الباردة. 
سقطت بعد أن فقدت كل قدرتها علي الوقوف.
وزعت النظرات الرائغة حولها ثم عتدت أليه لتبصره. 
وبدون مقدمات انطلق من حلقها سيلا من الصرخات التي لفظتها أخيرا من جوفها المحموم.. لا تشعر بلطمات خدها المؤلمة..أي ألم هذا يمكن أن يطغى على طعڼة القلب بنصل الفراق. .. فراق إبراهيم. 

أجفلها سقوط كاسة الحليب من يدها وتناثر الزجاج نظرت له پخوف كأن قلبها من تفتت..تستشعر بحدسها غيامة سوداء تلوح في الأفق أما عاد خليلها إبراهيم واطمأنت عليه بالأمس لما هذا الشيء المبهم يجثم على صدرها هكذا
أجاب تساؤلاتها الصامتة صړاخ وعويل متواصل بأسمه تعرفت صاحبته الصياح زوجته حور..تلك التي واجهت الفاجعة وحدها وهي تحاول إيقاظه.
جلست خديجة أرضا وعيناها تائهة ترفض فكرة أنها لن تراه ثانيا..
لن يطل عليها كما كان يفعل.. 
لن يطرق بابها محملا بالخير وابتسامته الدافئة تشع منه فتضاهي ضوء القمر في السماء. 
منذ اللحظة أنمحى بريق الألوان من عالمها. 
وما بقي لها غير ظلمة الأسود.
غافلها خليلها وسبقها وغادر دنياها.. كانت تظن دائما أن هو وأخيه من سينصبا لها سرادق العزاء.. لكنه خالف ظنها ورحل مبكرا.. مازال مذاق حبات الرمان المشبعة بحنانه..كأنه كان يذيقها بره وعطفه بسخاء في أيامه الأخيرة قبل أن يرحل عنها ليترك لها رصيد زاخرا من الذكرايات تتزود بها بأيامها الأصعب دونه.. أبنها البار وحبيبها الذي كانت تترقب خطواته علي الدرج قبل أن يطرق بابها كل ليلة..الآن تركها.. مهما استرقت السمع.. مهما انتظرت.. لن تسمع صوت خطواته العزيزة مجددا.. لقد ابتعد إبراهيم.. ابتعد كثيرا گ بعد السماء عن الأرض..
ويا ويلها من صباح لا يبدأ بمجيئه
بتقدير 
يا ويلها من مساء لا ينتهي بمزاحه وأحاديثه الشيقة. 
يا ويلها من أيام فقدت بهجتها بغياب ضحكاته. 
حرام عليها الفرح بعده حتى تلقاه. 
نوفيلا_إرث_العادات
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثالث
بيد مرتعشة وعين گ جمرة من فرط بكاءه راح يفض الورقة المطوية التي وجدها أسفل وسادة شقيقه الراحل..حدسه يخبره أن تلك الورقة تخصه هو وليس غيره..بدأت عيناه تتحرك فوق السطور ليتأكد حدسه أنها له وهو يطارد الحروف بلهفة وۏجع
ازيك يا تيمور.. أنا وصلت متأخر ومقدرتش اعدي عليك في وقت زي ده لأن أكيد انت نايم ومش عايز اقلقك..أنا مش عارف ليه بكتبلك الرسالة دي دلوقت وانا المفروض هقابلك الصبح لما أصحى.. بس في حاجة بتلح عليا اكتبلك دلوقت مش بعدين..مش مهم هكتب الكلمتين اللي جوايا ولو قابلتك الصبح هقطع الورقة وهضحك على نفسي وانا بحكيلك علي جناني.. تيمور.. أنا حاسس اني تعبان اوي..تعب غريب.. في الطريق حصلي حاډث ووقعت وقعة جامدة من فوق الموتوسيكل بتاعي .. والسواق رغم انه غلطان لأنه كان ماشي عكس الطريق صعب عليا وهو بيقولي أرجوك ماتبلغش عني عشان ارجع لعيالي.. لقيتني بقوم وبنفض هدومي وبعافر الدوخة اللي حصلتلي وحمدت ربنا وطمنته اني بخير ومش هبلغ عنه.. الحمد لله
قدرت اوصل البيت وشوفت ماما وحور وولادي واطمنت عليهم.. بس مش عارف ليه قلقان أظاهر كان لازم اروح المستشفى فعلا..تيمور الله أعلم هيحصل ايه عشان كده بوصيك على عيالي ومراتي..أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم..وأمي أنا عارف انها في عيونك.. انت بدالي.. لو عيونك شافت الجواب ده.. يبقي معناها إني استغفر الله العظيم مش قادر اقولها بس اعتبر الجواب ده وصيتي ليك يا اخويا.. وانا عارف أنك قدها.. خد بالك من نفسك
تفرعت الدموع الجارفة وتدفقت من مقلتيه ودون أي مقاومة استسلم لنوبة بكاء شديدة وصوت بكاءه يعلو ويعلو انحني بشفتيه يقبل خطاب أخيه الأخير وهو ينتحب ويهمهم بكلمات متقطعة گ طفل صغير فقد زمام مشاعره وأطلق لها العنان.. ليته قابله ليلتها وعانقه عناق أخير.. كيف يتحمل هذه الفرقة الأليمة.. كيف يتحمل هو لا يصدق من الأساس انه غاب للأبد!
_تيمور.
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه..كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها.. بكى حتي انقطع صوته.. ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات الذكر الحكيم..لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين..ظلت تعانقه
 

انت في الصفحة 8 من 27 صفحات