نوفيلا راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول... ( إرث العادات )
اوديك مستشفي واطمن عليك.
اعتلى أبراهيم دراجته بعد ارتداء خوذة رأسه وقال
مفيش داعي.. أنا هروح بيتي ارتاح.. الحمد لله المسافة قريبة من هنا.
وصل لأعتاب بنايته والدوار يكتنفه لكنه يقاوم سيكون بخير إن حظى ببعض النوم..تمهلت خطاه أمام باب شقة والدته وراح ينظر إليه بطريقة بدت غريبة كأنه يحفره بعقله ثم طرقه برفق لتبرز من الداخل وتجذبه بعناق وهي تهلل حمدا لعودته.
جلس قبالتها وغيامة تحتل عينه لكنه يقاومها بقوة وهو يهتف لها قلبك دليلك يا أمي.. أديني جيت اشوفك قبل ما اطلع شقتي.
تشبثت بكفه برجاء أنا عارفة إنك مشتاق لعيالك ومراتك بس كمل الليلة معايا عايزة اشبع منك يا هيما.. انت متعرفش ازاي كنت خاېفة عليك وواحشني.
لا تعرف لما تلجم لسانها وشعرت بالعجز لقول شيء تريد مكوثه بشده دون تركه لكن كيف تمنعه عن صغاره.. تنهدت وهي تقول اخيرا اللي يريحك يا ابني خلاص اطلع لولادك ومراتك اشبع منهم وبكره بإذن الله تنزل تبات معايا.
بس خلاص انت جيت بالسلامة
_ تعالى شوف العيال و
_ شوفتهم عديت علي أوضتهم قبل ما اجيلك وحطيت جنبهم اللعب والحاجات الحلوة اللي جبتها ليهم.
ابتسمت بصفاء دول هيتبسطوا اوي اما يصحوا يشوفوها.. ثم تدللت عليه وأنا بقا جبتلي ايه ياهيما.
دس كفه بجيب بنطاله ليلتقط سلسال رفيع وطوق به عنقها ليهمس مش كنتي طالبة مني سلسلة قد الرقبة جبتهالك من هناك..
ثم عادت إليه ربنا مايحرمني منك ولا من دخلتك عليا أنا عيالك قادر يا كريم.
شملها بنظرة طويلة وهو يميل ليرتشف من نعيمها قبسا حتى أكتمل بينهما لقاء زوجي هاديء بدا لها مختلفا نغزة صدر أصابتها لكنها تغاضت.. ما الداعي للقلق وهو هنا بين يديها وبصمته الحلال مطبوعة فوق جسدها بعد طول غياب..
وراح يخط كلمات بعد أن قرأها تعجب منها.. ما الذي يدفعه لذلك لا يدري.. حقا لا يدري.. طوي الورقة ووضعها تحت وسادته وقام ليغتسل ويصلي الفجر ثم عاد يرقد جوار زوجته بسلام وشفتيه تردد أذكاره دون كلل حتى ارتخت جفناه لتنسدل ويسقط بنومة يحتاجها كأنه لم ينم في حياته ساعة واحدة.
_ هيما.. يلا كفاية نوم.. قوم خد حمام وصلي على ما احضرلكم احلى فطار وهنادي حماتي تفطر معانا.
_هيما هو انت عديت علي والدتك قبل ما تطلعلي يعني هي عرفت انك جيت
_ ابراهيم قولي تحب تتغدا ايه انهاردة.. بص انا هظبطك وهطبخلك بط وحمام أكيد مشتاق لأكلي.. صحيح كنت بتاكل ازاي هناك كله جاهز طبعا.. لعلمك مفيش شغل في محافظة بعيد تاني اللي عايزك يجي لحد عندك.
توقفت عن تمشيط شعرها وهي تنظر في المرآة علي جسده الساكن.. لم يتململ مرة واحدة..صدره لا يتحرك بفعل شهيقه وزفيره..تجرعت ريقها ونادت عليه ومازالت تطالع انعكاس جسده ابراهيم مابتردش عليا ليه ابراهيم!
لأ لأ اوعي.. انت وعدتني.. وعدتني إنك.. إننا..
الكلمات متعلثمة وثقيلة كأنها جبال لا تتزحزح.. دموعها تسيل من عين ترفض ان تصدق.. تأبى أن تستوعب..هو لم يرحل.. لم يتركها.
لم يعد ليذيقها أخر ليلة بين ذراعيه ليرحل.
كابوس.
نعم هو كذلك
كابوس يعتقلها داخله.
كل شيء تراه وتشعره الآن ليس حقيقيا.
بصوت مرتعش تهمس بالأذكار لعل عقلها يتحرر من كابوس نومتها..الغريب أنها لا تراه كابوسا.
بل واقع يواجهها
بقسۏة.
تصلقت بأناملها كل إنش في وجهه