السبت 23 نوفمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة مريم غريب مكتملة لجميع فصول.... (فردوس للشياطين )

انت في الصفحة 7 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


لحد ما تتعدل و أشوف ده بعيني
هشام بنظرات محتقنة 
بقي كده يا ماما !
سعاد كده يا روح أمك و إن كان عجبك
هشام مآاااشي . بس إبقي إفتكريها .. و ذهب إلي غرفته
لتسمعه يارا يصفق الباب پعنف تهتز له الأبدان ..
خبطة في نفوخك إن شاء الله يا قليل الآدب .. قالتها سعاد بصوتها الجهوري
فضحكت يارا بخفة و قالت 
طيب عن إذنك بقي يا خالتو . همشي عشان إتأخرت علي ماما

سعاد بلطف جم 
لأ يا حبيبتي تمشي إيه إنتي هتتعشي معانا ده أحمد زمانه جاي من الشغل و هيفرح أووي لما يشوفك .. و غمزت لها
يارا بضيق معلش يا خالتو لازم أمشي
مرة تانية إن شاء الله
سعاد طيب إستني أنا كنت عايزة أسألك سؤال
ردك إيه يا حبيبتي علي الموضوع إللي أمك كلمتك فيه
نظرت يارا لخالتها و قالت بجدية 
بصي يا خالتو
أولا أنا مش بفكر في الجواز الفترة دي نهائي . ثانيا أحمد زي أخويا إحنا إتربينا سوا و أنا مش هقدر أبصله من منظور تاني
سعاد و قد تلاشت إبتسامتها 
يعني إيه بترفضي إبني يا يارا !!
يارا يا خالتو بليز ماتزعليش مني
بس أنا من حقي إختار الراجل إللي هتجوزه . أهم حاجة عايزاها في الإنسان إللي هرتبط بيه إني أكون مليا عنيه و بصراحة سوري يعني إبنك صايع و بتاع بنات مقضيها و كل يوم مع واحدة
سعاد يا بنتي دي إشاعات و الله إشاعآاات
إنتي بتصدقي كلام الناس طب و الله و ما ليكي عليا يمين احمد هو إللي كلمني عليكي بنفسه . يابنتي إنتي ناسية من و إنتوا أد كده و هو لازق فيكي ده طول عمره بيحبك
يارا بإبتسامة باهتة 
طيب خلاص يا خالتو أوعدك هفكر في الموضوع تاني
يلا بقي سلام
سعاد مع السلامة يا غالية . إبقي طمنيني لما توصلي
خرجت يارا من بيت خالتها و هي تتنفس الصعداء
ركضت نحو سيارتها و صعدت خلف المقود بحثت عن هاتفهها ثم أجرت الإتصال بوالدتها ...
يارا أيوه يا ماما .. أه وصلت البيه .. أيوه خالتو فرحانة أوي
المهم يا ماما إسمعيني . عايزاكي تدخلي تحضريلي شنطة هدوم صغيرة كده .. مسافرة الفيوم أغطي تحقيق للجرنال
هاروح أحجز تذكرة القطر دلوقتي .. لازم أسافر الليلة دي عشان أكون هناك الصبح إن شاء الله .. حاضر . مش هتأخر .. سلام !
مطار العاصمة واشنطن مقاطعة كولومبيا الولايات المتحدة الأمريكية ... كان فرق التوقيت واضحا
عندما نظر سفيان في ساعة يده فوجدها تشير للحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة بينما في ساعة المطار الضخمة تشير إلي الخامسة صباحا
ضبط ساعته علي التوقيت الحالي ثم إلتفت إلي سامح قائلا 
العربية وصلت يا سامح 
سامح أيوه يا عم وصلت و الشنط طلعت
يلا بينا
و مضيا سويا إلي الخارج إستقلا سيارة ليموزين كانت في إنتظارهما ... ليجدا المحامي الأمريكي يجلس في مقعد بمفرده منتظرا قدومهما هو الأخر
أهلا بكما ! .. قالها المحامي الإنجليزي بلغته الأم و تابع و هو يصافح سفيان بحرارة 
سيد سفيان . سعدت بلقائك كثيرا
سفيان ماضيا بإنجليزيته الممتازة 
سعدت بلقائك أيضا سيد چورچ
أخبرني من فضلك . كيف حال إبنتي 
چورچ إنها في أحسن صحة . سترى بنفسك
بيت السيدة ستيلا لا يبعد كثيرا عن هنا . سنكون هناك في غضون خمسة عشر دقيقة
سفيان حسنا جدا
و أعطي چورچ للسائق الأمر بالإنطلاق لتتجه السيارة إلي بيت السيدة ستيلا براون زوجة سفيان الداغر السابقة ..
وصلوا قبل الوقت الذي إقترحه چورچ
فترجل سفيان أولا و هو ينظر إلي ذلك البيت الذي يتألف من طابقين تحيط به المرج الخضراء و تطوقه أشجار الأرز العالية بجذوعها التي تغطيها الطحالب و تتدلي من أغصانها ..
تقدمه المحامي و مشي سفيان مع سامح جنبا إلي جنب ... شعر بقلبه يخفق في صدره كعصفور وجل فمع كل خطوة تتقلص المسافة أكثر بينه و بين إبنته التي لم يراها منذ كانت في العاشرة من عمرها
دق چورچ جرس المنزل و إنتظر لدقيقة ..
ففتحت ستيلا بنفسها
سيدة في منتصف الثلاثينيات بيضاء نحيلة متوسطة القامة شعرها الأشقر الناعم يصل إلي كتفيها و عيناها الزرقاء باهتة تحيط بها الهالات الناجمة عن السمۏم التي تتناولها
ما أن رأت ستيلا زوجها السابق حتي إبتسمت ساخرة و قالت 
كنت أعلم إنك ستأتي في أسرع وقت . كيف حالك يا عزيزي 
أظلمت نظرات سفيان و لمحت ستيلا في وجهه هبوب عاصفة مدمرة لا تبقي و لا تذر ..
نطق أخيرا فقال لها بنبرة عدائية تحمل ټهديدا صريح 
ستيلا .. جئت لآخذ إبنتي !
ستيلا بإستخفاف فلتأخذها طبعا و لا داعي للمحاكم و القضايا . إنها إبنتك أيضا
لقد كبرت و أصبحت بحاجة إليك أكثر مني .. و أكملت بمكر 
و لكن بشروط يا حبيبي .. تفضلوا بالدخول أولا
و أفسحت لهم مجالا للدخول ...
ولج سفيان بعد چورچ و أتبعه سامح ... جلس الجميع بغرفة المعيشة و قبل أن يفتتح أيا منهم حديثا
إقتحمت ميرا المكان و علي وجهها إبتسامة مشرقة ..
نظرت إلي والدها بعدم تصديق و بدوره وقف سفيان يرمقها بشوق كبير .. إنطلقت ميرا نحوه 
ضمھا بحنان أبوي و هو يمسح علي شعرها الكستنائي الأملس لتهمس له بعربيتها الركيكة 
دآادي . وهشتني وحشتني كتيييييير
يبعدها سفيان عنه قليلا ثم يقول و هو ينظر لها بسعادة مفرطة 
إنتي وحشتيني أكتر . ميرا حبيبتي
كبرتي !
ميرا و هي تنظر إلي وجهه المنحوت و تتأمل وسامته المتزايدة 
و إنت لسا صغير ... زي ما إنت
كان سامح في واد أخر ... كان يقف كالصنم مأخوذا بجمال تلك الحورية التي يستأثر بها صديقه
لم يصدق أنها إبنته هو يعلم أن له إبنة في مبتدأ سن المراهقة كان يتخيلها مجرد طفلة علي مطلع البلوغ
و لكن من رآها الآن أنثي بالغة بكل ما في الكلمة من معني أنثي بلغت كمالها ... إنها تشبه والدتها إلي حد كبير و لا شك و لكنه إستطاع رؤية أطوار صديقه طاغية عليها ..
حمحم سامح بإرتباك و قال و هو يواصل النظر للفتاة الجامحة التي تقف أمامه 
هي . هي دي ميرا .. دي بنتك يا سفيان !!
نظر سفيان له و قال بحدة 
إيه يا سامح جرالك إيه 
سامح بتوتر مافيش حاجة . أنا قصدي ما شاء الله عليها يعني ماتخيلتهاش كده .. ربنا يخليهالك
و فشل أن يحيد عنها ليرمقه سفيان بضيق شديد ...
و هنا أعلنت ستيلا بصوتها الرقيق 
و الآن لنتفق يا .. أبا ميرا
إذا كنت تريد إبنتك بدون مشاكل . فلتدفع ثمنها أولا ..... !!!!!!
يتبع ...

 

4 5
تمييز ! 
صباح يوم جديد ... و تستعد يارا لبدء العمل الذي أتت من أجله
تركت الفندق الذي نزلت به و ركبت السيارة التي بعثت لها خصيصا بتوصية من المأمور و وصلت إلي مسرح الچريمة
دوار عمدة كفر الدواغرة .. منصور الداغر ...
إلتقطت عدة صور للمنزل من الخارج و من مختلف الزوايا ثم أمسكت بالمسجل خاصتها و شغلته و أخذت تصف المكان و هي تلج إلي الداخل
أخذت جولة في الطابق السفلي ثم صعدت إلي غرفة القتيل ... كانت حالها لم ېلمس أحد أي شئ و هو الأمر الذي شدد عليه الضابط الذي يرافقها
حذرها بالإحتراس بأن تمس يدها أي شئ فأطاعت و واصلت عملها بروية و هدوء ..
صورت كل ركن بالغرفة
الفراش الفوضوي و النافذة المفتوحة و متعلقات القتيل علاجه و نظارته الطبية و عكازه و الكرسي المتحرك الذي كان يستخدمه
ثم جاءت عند البقعة المحظورة ...
الكرسي الذي وجدوا عليه چثة منصور الداغر مکبلة بالحبال بعد أن تلق رصاصة في رأسه أردته قتيلا
أمسكت يارا بالكاميرا و قربت العدسة من الكرسي المنداحة فوقه الډماء دماء داكنة ... متجلطة ثم إلتقطت أول صورة
صباح الخير يافندم ! .. قالتها يارا و هي تقف عند باب مكتب المأمور
ينظر الرجل الأربعيني نحوها و يهتف بترحاب 
أهلا و سهلا يا أستاذة . نورتينا تاني إتفضلي
إبتسمت يارا و دخلت
جلست أمامه فسألها ها كله ماشي تمام و لا إيه خلصتي شغلك و لا لسا و مش محتاجة مساعدة 
يارا متشكرة جدا يافندم حضرتك وفرت عليا كتير جدا
يعني بالشكل ده أنا همشي إنهاردة إن شاء الله
المأمور مداعبا يآااه بسرعة كده !
إحنا لسا ماشبعناش منك و مش كل يوم مصر بتبعتلنا الحلويات دي
يارا بإبتسامة متكلفة 
معلش بقي هبقي أعملكم زيارة قريب .. ثم قالت 
المهم أنا كنت محتاجة نسخة من التحقيقات زي ما قلت لحضرتك إمبارح و كمان عايزة عنوان إبن أخو المجني عليه في القاهرة
المأمور بدهشة و عايزة عنوانه ليه يا أستاذة 
يارا عايزة عنوانه عشان أروح أعمل تحقيق صحفي معاه المقالة لازم تبقي كاملة يافندم
المأمور بتردد مش عارف !
يارا مش عارف إيه حضرتك !
المأمور مش عارف مسموحلي أديكي العنوان و لا لأ
يارا يافندم هو عنوان وزير الداخلية !!
ده مواطن عادي و أنا صحفية و هيبقي معايا تصريح من الجريدة
صمت المأمور لبرهة ثم قال موافقا 
ماشي . هكتبلك العنوان دلوقتي .. و أمسك بالورقة و القلم و بدأ بتدوين العنوان
يارا بإبتسامة نصر 
ميرسي أوي !
في مطار القاهرة ...
كانت ميرا متآبطة ذراع والدها .. عندما خرجوا جميعا إلي صالة الإستقبال لترى والدها يلوح ييده مشيرا إلي شخصا ما
نظرت حيث ينظر فوجدت إمرأة سمراء متناسقة القوام تشبه أبيها إلي حد كبير و لكن تبدو أكبر سنا منه قليلا علي وجهها مسحة جمال و كان الذكاء يشع من عيتيها البنيتين ..
أقبلت عليهم مبتسمة و متلهفة في آن
تفاجأت ميرا حين رمت المرأة ذراعيها حولها و جذبتها إلي حضنها
نظرت إلي والدها بإرتياب فإبتسم سفيان و قال لها 
ماتخافيش يا ميرا . دي عمتك وفاء .. تبقي أختي يعني
وفاء و هي تنظر لها بحبور شديد 
إيه يا حبيبتي إنتي مش فكراني أنا عمتو وفاء . ده أنا كنت بشيلك و إنتي صغيرة
سفيان بسخرية كان عندها سنتين هتفتكرك إزاي يا وفاء
وفاء و هي تضحك 
عندك حق و الله .. و أكملت بفرح 
بس ما شاء الله كبرتي و بقيتي عروسة ده أنا كان نفسك أشوفك أوووي
ميرا برقتها المعهودة 
Thanks أنا كمان مبسوطة كتير آشان عشان شوفتك
و هنا لاحظت وفاء مرافق أخيها و إبنته
نظرت إلي سامح و قالت و هي تسبل جفناها بشئ من الخجل 
إزيك يا سامح 
سامح تمام يا وفاء هانم الحمدلله
إزي حضرتك 
وفاء كويسة الحمدلله .. إنت هتيجي تتعشا معانا بقي أنا طابخة إنهاردة بنفسي بمناسبة وصول ميرا
سامح و هو ينظر إلي ميرا بتيه 
طبعا .  علي الأخر و بقالي ليلتين مانمتش !
نزلت يارا من القطار
 

انت في الصفحة 7 من 21 صفحات