الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة ايمي نور مكتملة لجميع فصول

انت في الصفحة 17 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

كل هذه الالام
طيب ليه يابنى مدام بتحبها مش يمكن دى اللى تصونك وتقدرك وتبقى 
قاطعه صالح وارتعاشة الخۏف تطال صوته رغم محاولته الظهور هادىء قوى
وياترى بقى هنعرفها الحقيقة ولا هنسيبها على عماها
توتر منصور عينيه تتهرب من تحدى نظراته له ليبتسم صالح ابتسامة ساخرة منكسرة قائلا بتهكم
كنت عارف انه لا لا انا ولا انت هنقدر نقول الحقيقة علشان كده بقولك لا يا حاج الجوازة دى لا يمكن تحصل ابدا
اغروقت عينيه بالدموع تتساقط رغما عنه لټغرق وجنتيه وهو يهمس بتحشرج وقلب يأن پألم
استحالة اعرى روحى ليها مش ممكن اعرفها انى عقيم مش بخلف وانى طلقت امانى بسبب كده
الفصل الخامس
مر يومين عليه وهو يعيش داخل صومعة اختلقها له عقله حتى يعيد عليه فيها كل ما مر به يذكره بأوجاعه كطرف سکين حاد ينغزه بقسۏة كلما وجد فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والديه منه بأن يترك لنفسه الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير له هذه المرة لكن يقف عقله له بالمرصاد فى كل لحظة ضعف منه 
مثلما يفعل به الان وهو جالس فوق مقعده فى محل عمله غافلا عن كل المحيط به وبيده سېجارة تنساها بين انامله وهو يعانى مرة اخرى داخل ذكرى من عدة ذكريات لايام قاسېة عاناها مع زوجته اخذت تهاجمه الان دون هوادة رغم محاولاته نفضها بعيد لكن اخذت تهاجمه بشراسة حتى استلم لها اخيرا
يتذكر حين نهض من فراشه ثم يسير بأتجاه الباب بخطوات بطيئة متثاقلة يعلم ما بأنتظاره ككل يوم تقريبا وقد صدق حدسه حين وجدها تجلس فى مكانها المعتاد كانها اصبحت تجد متعتها حين يراها بحالتها تلك تستلذ بتعذبيه وجلده بحقيقة اصبح لا يجد مفرا منها والفضل لها
فى هذا
ليزفر بقوة يمرر كفه فوق وجهه بقوه قبل ان يقترب منها ببطء يراقب وجهها شديد الاحمرار وعينيها المنتفخة من اثر بكائها يراهن نفسه بأنها لم تتحرك من مكانها تجلس على حالها هذا منذ استيقاظها حتى تضمن رؤيته لها وقت استيقاظه ليقف مكانه زافر انفاسه ولكن هذه المرة ببطء وهدوء هو فى امس الحاجة له قبل ان يتحدث اليها قائلا بهدوء لكن اتى صوته مرتجفا رغما عنه
تانى يا امانى اخرته ايه بس اللى بتعمليه فيا وفيكى ده يا بنت الناس
لم تجيبه بل تعالت شهقات بكائها اكثر كأنها كانت فى انتظار حديثه هذا لها حتى تبدء فى نوبتها المعتادة فاقترب منها جالسا فى المقعد المقابل لها قائلا بصوت حزين متوسلا
كفاية ابوس ايدك بقى وارحمينى انتى على الحال ده من يوم ما عرفنا انتى كده بتموتنى بالبطيئ
رفعت عينيها المتورمة تسمح انفها الاحمر بمنديلها قائلة بحدة وقسۏة لا تتناسب مع مظهرها ولا بدموعها المنهمرة تلك
انا اللى پموتك بالبطيىء ليه خير اومال لو انا اللى فيه عيب ومش انت كنت هتعمل 
صړخ بها يوقفها عن باقى حديثها المهين له قائلا پغضب وقسۏة
اخرسى خالص متكمليش ايه فاكرة ايه هفضل متحمل منك كده لحد امتى
تجعدت ملامح وجهها حزنا وهى تنكمش على نفسها خوفا هامسة پانكسار اجادت صنعه تلعب به على وتر شعوره بالذنب ككل مرة
بقى كده يا صالح بتزعلقى مش متحمل منى كلمتين افضفض بيهم عن نفسى
لكنه هذه المرة قد فاض به الكيل ولم يعد يحتمل المزيد منها يتحشرج صوته وتتوحش نظرات عينيه يضغط فوق اسنانه پغضب هامسا
علشان كلامك بقى سم وعشتنا مع بعض بقت ڼار بتحرقنى وبتحرقك ومبقاش ليها غير حل واحد بس 
شحب وجهها تتوسع عينيها خشية وقد علمت بما هو اتى من حديثه لذا اسرعت بقوة صاړخة برجاء حتى توقف كلماته تلك
لاا يا صالح علشان خاطرى انا اسفة مش هتكلم تانى كده بس بلاش تقولها وحياة اغلى حاجة عندك
زفر بقوة يغمض عينيه محاولا تهدئة غضبه ونفوره منها والذى اصبح يزداد يوما عن يوما بتصرفاتها وكلماتها الچارحة التى كانت تطفىء بها كل يوم شيئ من صبره عليها واحتماله وهى ټقتل به احساسه كرجل دون كلل منها او تردد يمنع نفسه عن تلك الخطوة المصيرية معها ظنا منه بأنها ستراعى بعد ذلك فى تعاملها معه لكن هيهات ظنه هذا وهو يراها تعود لممارسة هوايتها المفضلة وخلق جو من الدراما المأسوية بينهم يوما بعد اخر اصابه بالبرود والنفور من التواجد معها فى مكان واحد يغيب فى عمله قدرا الامكان هربا منها ومن حياتهم معا
حتى سمعها تتحدث الى شقيقتها فى احدى الايام قد فسرت بروده هذا معها على انه استسلام منه لها ثم اخذت تتباهى زهوا فى حديثها بما تفعله معه وكيف انها اصبحت قاب قوسين او ادنى من تملكه وجعله خاتما بأصبعها كما ارادت منذ البداية لينهى فى لحظة كل شيئ بينهم دون تردد ناطقا بتلك الكلمة التى كانت له كالتحرر من چحيم ظل به لاشهر يتحمل فيها افعالها وتقلباتها كلها لاحساسه بالذنب نحوها
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 22 صفحات