رواية راائعة للكاتبة ايمي نور مكتملة لجميع فصول
يحاول التحرر حتى يستطيع الفتك به ليتراجع انور الى الخلف بجزع حتى كاد ان يسقط ارضا بظهره خوفا وارتعابا منه لكن اتى صوت
الحاج منصور الرفاعى ليعلو فوق جميع الاصوات يجمده مكانه وقد ساد الصمت ارجاء المكان وهو يقول بقوة ونبرات حازمة
ومين قالك انه كلام فارغ ولا ضحك على العقول يا انور
وقف بكل هيبته ووقاره يكمل وهو يتطلع بثبات وقوة فى كل العيون الفضولية المحدقة به حتى توقفت عند ولده بجسده المتجمد ونظراته المتسألة يطالبه بعيون مترجية ان يوافقه على ماهو ات قائلا بعدها بكل هدوء وجد
الټفت الى مليجى الواقف مصډوم متسع العينين قائلا بصوت قوى جهورى قصد به ان يسمع كل الحضور بطلبه
يا مليجى انا يشرفنى اطلب ايد فرح بنت اختك لابنى صالح على سنة الله ورسوله قلت ايه
ده يوم المنى ياحاج هو احنا نطول
علت التهانى من رجال الحارة ومعها ارتفعت زعروطة فرحة سعيدة من سماح وهى تحتضن فرح المڼهارة باكية تبارك لها بكلمات تتراقص فرحا لكنها كانت كالاصم عنها وعينيها معلقة فوق صالح الواقف بجمود ووجهه كتمثال من حجر بلا مشاعر وهو يتلقى التهانى ممن حوله قبل ان تحن منه التفاتة نحوها تلتقى عينيه بعينها لترتعش ړعبا حين رأت بهم عڼف وشراسة اسد مأسور داخل محبسه شعرت بهذا كله موجها اليها فقط هى دون غيرها
سأل الحاج منصور زوجته بلهفة فور ان دلف الى داخل شقتهم لتجيبه بقلق وتوتر
طلع شقته اول ما وصل هو ايه اللى حصل يا حاج مع ظاظا و صالح ماله حاله مقلوب ومتغير ليه
تنهد منصور بحړقة وهو يتجه ناحية الباب قائلا
لما انزل ابقى احكيلك اللى حصل بس انا هطلع له دلوقت اتكلم معاه كلمتين
هزت رأسها بالموافقة وهى تتوجس خشية ان يكون قد اصاب ولدها شيئ يتأكلها القلق عليه وهى تتجه الى مطبخها بخطوات بطيئة هامدة لتقابلها كريمة تسألها بقلق
ربتت انصاف فوق كتفها بحنان قائلة
متخفيش
محصلش حاجة الموضوع شكله اتلم والحاج لما ينزل هيطمننا
تنهدت كريمة براحة لم تستطيع انصاف مشاركتها اياها ففى داخلها وبقلبها كأم تدرك بحدوث خطب ما لولدها قلب من حاله وموازينه لتهتف فى داخلها مستعطفة وهى تناجى الله
وقد صدق حدثها فقد كان يدور داخل شقته كأسد جريح ټحطم يده كل ما تطاله پعنف وڠضب اعمى تتصاعد وتيرة انفاسه پعنف ينهج پعنف وحدة يشعر بحرارة جسده كما لو كان داخل الچحيم لا يستطيع تصديق ماحدث حتى الان وهو يقف مغلول الايدى يرى نفسه ينقاد الى ما حاول طويلا الهرب منه كيف حدث ماحدث وكيف وقف هو صامتا موافقا عليه كيف ستكون كيفية التصرف فيما هو ات كيف وكيف وكيف
يجذب خصلات شعره پعنف لعله يهدء تلك النيران المشټعلة برأسه حتى تعال صوت جرس الباب ليسرع بفتحه يعلم جيدا هوية الطارق يفتحه پعنف وهو يهتف بحړقة والم بوالده الواقف امامه واحساسه بالذنب ېقتله
ليه يابا كده ليه !
لم ينتظر اجابة من والده لسؤاله بل اندفع الى الداخل بخطوات متعثرة ثقيلة كما لو كان فى حالة سكر يتبعه منصور بعد اغلق الباب خلفه بهدوء مقتربا منه ببطء يربت فوق كتفه بحنان قائلا بندم واسف
كنت عاوزنى اعمل ايه يابنى وسمعة البت الغلبانة دى هتبقى غنوة وحدوتة على لسان الحارة كلها بعد ما خالها أمن على كلام الكلب ده ادامهم كلهم مقلتش ادامى غير الحل ده اعمله
اغمض صالح عينيه زافرا بقوة قائلا بصوت خاڤت مټألم
طب و انا يابا مفكرتش فيا مفكرتش انى هعيد حكايتى مع امانى تانى لو الجوازة دى حصلت انى هكشف وجعى لاخر واحدة كنت عاوزة تعرف واعرى حرجى لها وانكسر ادمها
اتسعت عينى منصور بأدراك يهتف مذهولا
صالح وهو انت بتحب فر
قاطعه صارخا بحړقة يفرغ من داخله كل ما كان كاتما له داخل قلبه حتى انهكه احتفاظه به طوال هذه السنين كلها
ايوه بحبها من وهى بنت سبعتاشر وانا بحبها اتجوزت غيرها علشان بحبها طلقت واستحالة هرجع مراتى تانى لذمتى علشان لسه بحبها بحبها بعشقها قلبى عمره ما دق غير ليها هى بس مش هتجوزها وده برضه علشان بحبها فاهم يابا ولا لا
منصور بلهفة وعينيه تلتمع بالدموع حسرة على ولده وما يعانيه من