رواية راائعة للكاتبة ايمي نور مكتملة لجميع فصول
هى على حالها منذ ان تركتها سماح لا يتحرك لها ساكنا تدس رأسها اسفل الوسادة يظن من يراها ان داخل سبات عميق لكنها كانت بعيدة كل البعد عن النوم وراحته وقد اخذت تقيم لنفسها محاكمة قاسېة داخل عقلها كانت فيها القاضى والجلاد ټلعن وتسب غبائها كلما تذكرت كل ماحدث بينهم فهى فى يوم واحد فقط اظهرت نفسها امامه كحمقاء متسرعة لا تناسب افعالها سنوات عمرها التاسعة عشر ابدا وليس مرة واحدة لااا بل مرتين كأنها تأكد عليه فكرته عنها لذا ظلت تبكى بحړقة وبشهقات مكتومة تتذكر ماحدث مرارا وتكرارا دون كلل منها حتى تعالى صوت رنين هاتفها الملقى بجوارها فنهضت بهمود هامسة بصوت متحشرج من اثر بكائها وهى تمسك بالهاتف ظنا منها انه خالها
ضغطت زر الاجابة تضع الهاتف فوق اذنها هاتفة بحدة وصوت يغلب عليه البكاء
شوف بقولك تانى اهو مرواح هناك مش رايحة وعاوز تيجى تموتنى تعال والله يبقى ارتحت وريحتنى من العيشة السودا دى
عقدت حاجبيها بحيرة حين قابلها الصمت من الطرف الاخر للحظات قبل ان تتسع عينيها ذهولا وصدمة مع فاها والذى فغرته على اتساعه حين وصل لها
واضح ان زيارتنا تقيلة اوى على قلبك بس مش لدرجة المۏت يعنى
ازدردت لعابها تهمس بصعوبة وبأنفاس متلاحقة تحاول التاكيد من هوية المتصل رغم تيقنها منها بقلبها قبل عقلها لتأتى اجابته فتمحو اى شك لديها حين اجابها بخفوت جعل من صوته اكثر جاذبية
اسرعت بهز رأسها تنفى حديثه هذا كما لو كان يراها لا تستطيع شفتيها ان تنبث بحرف خارجها وكما لو عقد لسانها تسمعه وهو يكمل بتأكيد وحزم لها
ولو خالك بيجبرك انك تيجى بيتنا ڠصب عنك فانا هتكلم معاه النهاردة وصدقينى مش هتحصل تانى بس المهم انك متزعليش
اصابعها هامسة بذهول وعدم تصديق
صالح مين!صالح بتاعنا بتصل بيا انا يقولى متزعليش
صړخت بسعادة وهى تنهض من الفراش تجرى الى باب غرفتها تخرج منه صاړخة تنادى سماح
بت يا سماح مش هتصدقى اللى حصل دلوقت حالا ومين اللى
اهلا بحبيبة خالها ووش السعد والهنا علينا كلنا
اتسعت حدقتيها تتبادل مع شقيقتها النظرات المصډومة تسألها من خلالهم عما يحدث لتهز سماح كتفها بحيرة تجيبها لتتراجع الى الوراء تخلص نفسها من بين ذراعيه تسأله بحيرة مرتابة
اقترب منها مليجى يفح من بين انفاسه بتمهل وصوته يحمل خبث العالم كله
من هنا ورايح ياقلب خالك ده انتى واختك عندى بالدنيا و
لم تستطع فرح تمالك نفسها وقد ادركت ان وراء حديثه هذا امرا لن يعجبها لذا هتفت به بتوتر
بقولك ايه ياخالى هات من الاخر كده وقول وراك ايه بصراحة ومن غير لف ولا دوران
عريس يابت اختى جايلك عريس هيعيشك ويعيشنا فى عز وهنا
قالها مليجى وعينيه يزداد لمعانها الجشع ووجهه ينطق بالسعادة كمن ملك كنوز الارض ليسود بعدها صمت حاد يشع الجو من حولهم بالتوتر والاضطراب وقد حدق به الجميع پصدمة لكن مليجى تجاهل صدمة وجوههم وهو يكمل قائلا لفرح بلهاث طمع
عريس يابت يافرح انما ايه عمر اللى خلفوكى ما يحلموا بيه الظاهر امك دعيالك قبل ما ټموت يابت
انهى حديثه ثم اسرع بجذبها له مرة اخرى يحتضنها غير مدرك لجسدها المتصلب ولاملامح وجهها النافرة بالكره له اما عينيها فقد اظلمت بشدة كعاصفة هوجاءتستعد لايطاحة به فورا ودون تردد
الفصل الرابع
داخل شقة حسن الرفاعى الشقيق الاكبر لصالح جلست زوجته سمر تتحدث فى هاتفها وعلى وجهها يرتسم الملل وعدم الاهتمام وهى تستمع الى محدثها من الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تنهى المكالمة زافرة بعدها بضيق وتأفف قائلة
ياساتر دانتى عليكى رغى لا وكمان عبيطة فكرانى هعملك حاجة هو انا هبلة دانا ما صدقت خلصت منك
نهضت واقفة تتحرك من مكانها فى اتجاه غرفة النوم تفتح بابها وهى تهتف بحدة فى زوجها المستلقى فوق الفراش نائما
شوفت ياحسن الهانم عاوزة منى ايه
فز حسن فزعا من الفراش يهتف بتبرم وضيق
فى ايه ياسمر فى حد يصحى حد كده وهانم مين اللى بتصحينى كده علشانها
تقدمت منه جالسة بجواره وهى تلوى شفتيها بسخرية هاتفة
الهانم مرات اخوك اقصد طليقته بتكلمنى عوزانى